يا حَــــــادِيَ العِيسِ نَاحَتْ عِنْدَنَا طَلَلٌ
فارْفُـقْ بِهَـا قــدْ مَضَـتْ تَـدْعُـوْ وتَبْتَهِـلُ
واسْتغْفِـرِ الذّنْـبَ للأطْــــــلَالِ رَوَّعها
صَـرْفُ السِّنيـنِ وذاكَ الخَطْـبُ والبَـدَلُ
كُنَّـا وكانـتْ فلا قَلْـبٌ ترفَّقَهـــــــــــــا
أو صَـانَ عَهْــــدًا لها نَــادَتْ بـهِ الرُّسلُ
تـَقَاَذَفَتْهَـا العَـــــــوَادِي وهْيَ شاخِصَةٌ
رُوْحٌ مِنَ الأرضِ بالأرواحِ تَتَّصِــــــــلُ
هِـيَ الطُّلــــــــــوْلُ أقامَ الجَوْرُ مَحْفَلَهُ
بِها وغنَّى لهُ فــــــــــي حِـجْـرِها وَجِـلٌ
هِـيَ الدِّيَـــــــــارُ دِيَارُ العُـرْبِ أجْمَعِها
نَاحَـتْ حِجَارتُهــــــا والأرْضُ والطَّلَلُ
آهٍ وآهٍ صـــــــــــــــدَاها رجْعُهُ وجَعٌ
وألفُ آهٍ علَى الأطــــــــــــــلالِ يا رجُـلٌ
ترْكتُ قَوْمِــي وجِئْتُ العِيسَ أُسْمِعُها
بَثَّ المَــــــــــوَاجعِ ِلا ألْــوِي ولا أَصِلُ
على جبينــــــــــي وُسُومٌ ساءَ مِيسَمُهَا
وفِي ضُلـــــــوعِي هَشيمُ النَّـــارِ يشتَعِلُ
إذا سَكَتُّ فَإِنِّــــــــــــــي قَابِضٌ كَبِدِي
وإِنْ نَطَقْتُ فَإنِّــــــــــــــــــي بَاسِطٌ جَزِلٌ
هلْ أقْـفَـرَتْ قَـدَمًـا حتّــــــــى تَبَـوَّأَهَـا
مَـــــــــــــنْ لا يُـعَـدُّ لـهُ وزْنٌ ولا ثِقَـلٌ؟
حتّــــــى اعْتَلاها االذي قد ساء طالعه
وصَارَ فـــــــــي رَبْعِهَا يمشِي ويَنْتَقِلُ؟
ألا نُصَــــــــــادِفُ مَنْ يَأسَى لِكَبْـوَتِنَـا
يَذُوْدُ عَـنْ حَــوْضِنَـا ذَوْدًا ويَقْتَتِـــــــلُ؟
هذا صديــــــــــــقٌ لنَا ساءَتْ سَرِِيرَتُهُ
وذا أخٌ قدْ بَـدا فِـــــــــي عَيْنِـهِ الحَـوَلُ
فـــــــــــــــلا يَضِيــرُكَ إلا ثَلَّـةٌ نَفَــرَتْ
ولا يَغِيظُـــــــــــــكَ إلا مُفسِـدٌ دَغِـلٌ
مَشَى بِها فَرِحًا يَعْلُــــــــــــــوْ بِسَوْءَتِه
واخْتَالَ فِــــــــــــي زَهْـوِهِ يَفْرِي ويَبْتَذِل
تخـالف الناس في قــــــول وفي عمل
فلا يغُرّك أن الرَّكب مُكتمِـــــــــــــــــــلُ
يا حَـــادِيَ العِيسِ سَلْ تَعْرِفْ شَمائِلَنَا
أنْدَى الشَّمَـــــــــــائِلِ أزْكَاهَا فَمَنْ يَصِلُ
(لمْ نبْلغ المَجدَ إلّا عَنْ مُكَاَبَـــــــــدَةٍ)
ولــــــمْ نَحُـزْ قَـدَمًا إلّا وقـدْ سَفَلُـــــــــــوا
هل يُنكرونَ وفِـــــي أسْفـــارهم سِيَمٌ
لنا وفِي ســــــــــــــــــالف الأيّامِ مُتَكَلٌ؟
أَلَا يَصِيـحُ حَسِيــــــرٌ مِنْ ضَمَائِرِهِمْ
ومَا الضَّمِيـــــــــــــرُ ومَا معْنَاهُ يا خَجَلٌ؟
وما الكـــــلامُ عنِ الأخْلاقِ في زَمَنٍ
أَقَـلُّ أوْزارِهِ التَزْيِيْــــــــــــــفُ والــدَّخَلُ؟
ومَا مَتَاعُكِ يا دنُيَـــــــــــا وقَدْ نَزَفَتْ
أكْبَــــــــــــادُنَا وبِنَا الأوْهَـــانُ والعِلَـلُ؟
ومَا المَنَـــــــابِرُ والتَّرْغِيبُ فِي وَطَنٍ
تُذَالُ فيهِ الحِمَـــــــى والعِرضُ والمُثُلُ؟
ومَا مَقَـــــــــــالاتُنا والحَرْفُ ننْشُرُهُ
إذا اسْتُبِيَحَـــــــــــتْ بِـهِ أمْ انَّهُ الجَدَلُ؟
رِفْقًا جَنَانِــــــي فَقَدْ فَاقَتْ مَصَائِبُنَا
وجَاوَزَتْ صَبْــــــــــــــــرَنَا مَا قَصَّرَ الثِّقَلُ
مَا قَصَّــــــــرَتْ ثُلَّةٌ أَعَمَى بَصَائِرَهَا
مَا تَشْتَهِـــــــــــي مِنْ دَمٍ بِالطُّهْرِ يَغْتَسِلُ
لَكِنَّهَا الأَرْضُ تَطْوِينَا عَلَـــــــى خَذَر
حَتَّـــــــــــــى وإِنْ أَعْجَزَتْنَا فَوْقَهَا اَلْحِيَلُ
فَلْتَشْتَهِـــــــــي كَيْفَمَا شَـاءَتْ بِنَا دِوَل
مَا كُلُ مَا يُشْتَهَــــــــــــى يَا جَوْرُ يُحْتَمَل