عَلى نَهْجِ الْغَطارِفَةِ الْأَوائِلْ
رَوى بِدِماهُ حُلْمَ الْقُدْسِ نائِلْ
فحُلْمُ الْقُدْسِ لا يَرْويهِ إِلّا
دَمُ الشُّهَداءِ مِنْ خَيْرِ الْقَبائِلْ
وَحُلْمُ الْقُدْسِ لَمْ يَجْنَحْ لِذُلٍّ
يُسَلِّمُ ذِئْبَةً أَحْلى الْأَيائِلْ
وَلكِنْ حُلْمُها مِعْراجُ شَعْبٍ
إِلى فَلَكِ الْجَهابِذَةِ الْأَوائِلْ
فَيا لِلْقُدْسِ مِنْ حَسْناءَ سيقَتْ
لِمَنْ قَصّوا لَها أَبْهى الْجَدائِلْ
وَيا لِلْقُدْسِ مِنْ عَذْراءَ بيعَتْ
إِلى أَهْلِ النَّجاسَةِ وَالرَّذائِلْ
وَيا لِلْقُدْسِ مِنْ غَيْداءَ تَبْكي
تَفَرَّقَ حُلْمُها بَيْنَ الْفَصائِلْ
وَكَمْ مِنْ هُدْهُدٍ قَدْ جاءَ مِنْها
حَزينًا في الْغُدُوِّ وَفي الْأَصائِلْ
وَقالَ: مَعي رَسائِلُ مِنْ صَبايا
فِلَسْطينٍ فَما قَرَأوا الرَّسائِلْ
فَهَبَّتْ عُصْبَةٌ فيها وَلَبَّتْ
مَنِ اسْتَصْرخْنَ دَهْرًا دونَ طائِلْ
وَقادَهُمُ بِدَرْبِ الثَّأْرِ (يَحْيى)
وَحَلَّ بِعَزْمِهِ أَعْتى الْمَسائِلْ
فَأَلْقى الرُّعْبَ في وَكْرِ الْأَفاعي
وَسارَ عَلى خُطاهُ رِفاقُ (نائِلْ)
مَضى مِنْ دونِ جَعْجَعَةٍ بِصَمْتٍ
وَصَمْتُ الْفَذِّ مِنْ خَيْرِ الشَّمائِلْ
وَقالَ لِمَنْ تَفَذْلَكَ (لا بَديلٌ):
تَعالَ لِكَيْ تَرى بَعْضَ الْبَدائِلْ
فَما عَدِمَ الْوَسيلَةَ عَقْلُ حُرٍّ
وَإِنْ ضاقَتْ بِهِ اخْتَرَعَ الْوَسائِلْ
وَلَيْسَ يَحولُ بَيْنَ نُيوبِ لَيْثٍ
وَبَيْنَ الضَّبْعِ، إِنْ هُوَ جَدَّ، حائِلْ
وَفَجَّرَ غَضْبَةً للهِ كانَتْ
وَلَمْ تَكُ حُنْقَ مِسْكينٍ وَعائِلْ
وَصاحَ: (اللهُ أَكْبَرُ) مِنْ ظَلومٍ
سَبى حُلُمي، وَإِنَّ الظُّلْمَ زائِلْ