ــ “مَنْ أكون”: وُلدت و نشأت في منطقة ريفية تنتمي للشمال الغربي التونسي، درست الثانوي بالمعهد الثانوي بالسرس مسقط رأسي.. ثم تحصلت على شهادة الدراسات التكنولوجية العليا من المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بصفاقس. ــ “إكسير الكتابة”: مساحة الحزن الخلاق هي إكسير الكتابة الشعرية.. يتألم القلب فتدمع الأصابع.. الشعر معاناة أوْ لا يكون..
ــ “الفرح لا يشبهني”: أصابعي لم تنجح حتى الآن إلا في فك شفرة الألم، ربما لأن الفرح لا يشبهني.. و في اعتقادي أن تقول شعرا هو أن تقول كلاما يشبهك و يعبرّ عنك.. فأنا قصائدي، و قصائدي أنا، و لا حياة لي في ما سواها..
ــ “الفضاءات والطفولة”: الفضاءات.. كانت تبدو لي سجنا زمن الطفولة، لذلك كنت خارجها طول الوقت ـ بأحلامي- أما و قد صارت هذه الفضاءات الآن ذكريات كتبتها وسأكتبها بأحرف الوجع دوما.. فقد عشت طفولة حزينة حيرى أيقظت في ذهني السؤال و لم تعلمني بكاء العين وحسب بل بكاء الأصابع..
ــ “بِمَنْ تأثّرت”: تأثرت بالسياب، ودرويش، ومظفر النواب، وسعاد الصباح، وألفراد دي ميساي، وجاك بريفار… و لم أترك تجربة شعرية تمر دون أن أطلع عليها، إيمانا مني بأن لكل تجربة خصوصيتها..
ــ “قصيدتي المستحيلة”: قصائد كثيرة لم أكتبها بعد، وأهمها تلك التي ستكتبني.. قصيدة “مسح الغبار” هي قصيدتي المستحيلة..
ــ “بنات أفكاري”: القصائد بنات أفكاري.. و لكل بنت من بناتي منزلة في القلب تميزها عن الأخرى.
ــ “الكتابة والحالة الإبداعية”: الكتابة هي طريقتي لسكنى العالم، و الحالة الإبداعية ليست مرتبطة بظرف معين أو بوقت معين، هي طيف يزورك دون سابق إعلام دوما .. قد يستلهم الشاعر مما حوله، و قد يترجم تجاربه و هزائمه إلى كلمات.. أنا بين ثنائية الحبر و القريحة أحيا..
ــ “بين المرجعية الثقافية والعفوية”: من المهم جدا أن تكون للمبدع مرجعيات مختلفة، وأن يرسم لنفسه استراتيجية واضحة. وعلى قدر ما تكون العفوية مهمة على قدر ما تكون الأمواج المعرفية أهم بكثير. إذ لا نجاح بمعزل عن المعرفة حتى و إن كانت هنالك موهبة، فإنها تنحل وتندثر مثلها مثل الأمواج العابرة.. من المهم أن يكون هذا الجسد الذي سيحمل النص إلى مرفإ الورقة محفوفا بنور المعرفة على قدر ماهو منبثق من تدفق العفوية ..
ــ “الأوزان الشعرية”: الأوزان الشعرية تضفي جمالية وانسيابية على القصيدة، وتجارب شعرية كثيرة أثبتت جدارتها في تطويع الكلمات لكأنها قدّت من صلصال أحيانا.. وهذا لا ينفي الجمالية عن قصيدة النثر، إذ هنالك تجارب نثرية كثيرة ناجحة، غير أن هذه الأخيرة فتحت الباب لأقلام تفتقر للشعرية وتطاولت على الشعر تحت عنوان الحداثة.. أنا أقول أنني سأكتب قصيدة النثر عندما أحس أنني قادرة على إضافة شيء مهم لها، هي أصعب من أن تكون بداية، هي نقطة انتهاء..
ــ “صمود أوزان الفراهيدي”: أجل ستصمد هذه الأوزان إلى النهاية، لأنها الأصل. والأصل ثابت لا يموت.. لكن باب التجديد في الشعر العربي مفتوح لمن يلتمس في نفسه القدرة.. ومطابقة القصيدة مع بحرها بحسب تجارب عديدة لم يكن له تأثير على جمالية القصيدة، أو في الحد من حرية الشاعر.. و لا أظن النثر قد وُجد ليقيم حربا مع الفراهيدي، هو شكل تعبيري جديد يحاول إثبات وجوده..
ــ “قصيدة النثر/البديل”: أرى أن لكل نمط شعري جماليته الخاصة، والنثر تجربة والتجربة لا يمكن أن تحل محل تاريخ كامل من الشعر، يعني لا يمكن القطع مع الماضي باسم التجريب، كما لا يمكن غلق باب التجديد في القصيدة العربية بتعلة أنها تتخلى عن الأوزان.. إنها لروعة خالصة تحملك إلى عالم من السحر وأنت تقرأ قصيداً للشاعر العربي الكبير “محمد البياسي” هذا السامق الذي يبدع في تطويع الأوزان حدّ الدهشة، ذات الدهشة تستطيع أن ترافقك وأنت تعرج إلى نص نثري “درويشي”..
ــ “قصيدة النثر والحرية”: قصيدة النثر أوسع حرية صحيح إلى حد ما.. لكن الوزن يصبح حرية أكبر أيضا عندما يتمكن الشاعر من صنعته الشعرية ويتحكم بأدوات الكتابة لديه.. شكل الكتابة لا يمثل عائقا حسب رأيي ما دام هنالك إبداع حقيقي، وكل مبدع هو حر في اختيار الشكل الذي يعبر عنه، المهم ألاّ يحيد عن الإبداع.. والدليل أن قصائد نثرية كثيرة احتلت مساحة في الغناء وكانت في غاية الروعة..
ــ “قصيدة النثر”: أقول أنه علينا اليوم أن نقتنع أن قصيدة النثر باتت واقعا ونمطا له أنصاره ومحبوه، هو بالنهاية شكل تعبيري يعجب الكثير من القراء في كل العالم العربي، وتتفق معي أن القارئ جزء لا يتجزأ من فعل الكتابة.. وأن نقول أن الشعر الموزون معاناة أو لا يكون فنحن لا ننفي ضمنيا عن الشعر الغير موزون قدرته على احتواء المعاناة .. علينا أن نتجاوز هذا الخلاف، ففي نظري الإبداع ليس حكرا على نمط دون سواه، ورغم أنني من كاتبات التفعيلة إلا أنني أتابع ما يحدث في الشعر من تحولات، وهنالك تجارب نثرية كثيرة تشدّني..
ــ “شبكة التواصل الاجتماعي والإبداع”: تلعب اليوم شبكة التواصل الاجتماعي دورا فعالا في تصدير الإبداع والتعريف به. ولولا هذا الافتراضي لانتهت أسماء كثيرة قبل أن تبدأ.. شخصيا أقول شكرا يا أروع مخترَع في العالم، أنت وحدك جمعتني بأحبتي البعيدين جدا، والذين لا أذكرهم خوف أن يسقط مني أحدهم سهوا..
ــ “الربيع العربي والإبداع”: شعر وأدب ثورات الربيع العربي لم يُكتب بعد فعلا، ليس لعدم وصوله حتى الآن لمسايرة هذا الحدث بل لأننا لم نستوعب بعد أن هنالك حدث مررنا به و يسمى “ثورة الياسمين”، فلا هناك ثورة و لا ياسمين، و نحن حتى الآن عاجزين عن إيجاد طريقة مثلى نلج من خلالها إلى قلب هذه الثورات التي لم تزدنا إلا اغتراباً..
ــ “السّهل الممتنع”: السهل الممتنع هو ما يكرّس الإبداع و الجمال بلغة بسيطة سلسة تبدو في المتناول..
ــ “القصيدة عنوان الشاعر”: إن كتابة الشعر هي طريقتنا المميزة لسكنى العالم، والتي تجعل منا كائنات استثنائية الحضور. لذلك لا يمكن بأية حال أن نتصرف في الحياة بشكل، وفي القصيدة بشكل آخر، ومن الطبيعي أن تكون القصائد عنوانا لنا.. غير أننا قد نكون خارج أنفسنا أحيانا لنكتب أشياء لا تشبهنا، ولا تعبّر عنا، بقدر ما هي محاولة لنكون الآخر المختلف تماما..
ــ “حقيقة الشاعر”: الشاعر صوت لمن لا صوت له.. وأن تشبه الآخر يعني أن تتبنى قضاياه التي قد تكون هي نفسها قضاياك..
ــ “قصيدتي: “وحيدا بمقهى”: لو تأملنا في الجدل الحاصل حولها، سنجد أن ثمة صراع خفي بين مدرستين مختلفتين؛ الكلاسيكية التقليدية من جهة، والمدرسة الحداثية من جهة أخرى، و قد كان النص فرصة للاستعراض لا أكثر.. و هنالك من بين المتدخلين من لم يقرأ النص، وكما يقول الشاعر والناقد التونسي “شوقي العنيزي:” الشعر بستان ولا أحد يمتلك الربيع”.. ولا أظن أنني دفعت مالا لهيئة المنار الاستشارية لتتوج النص وتخصه بالمرتبة الأولى، ولست حاقدة على الذي قال عنها أنها تحتاج إلى تقويم بدليل أنني لم أمسح تعليقه، بل سأعتبر كلامه صحيحا لأنطلق منه إلى ما هو أفضل.. أنا أقبل الاختلاف، وأشحذ النقد البناء بعيدا عن الاستعراض، ولن أدافع عن نفسي أبدا وسأترك المهمة لشعري وحده سيدافع عني. هدفي هو الوصول إلى قلوب الناس، فإن وصلت إلى هناك نجحت..
وحيدًا بمقهى
على حافةِ الدربِ تَبقَى
حزيناً شريداً مع اللحنِ والأغنياتْ
وفي شارعٍ من سرابٍ ومنفىً
جلستُ على مقعدٍ من بكاءْ
دخاناً كثيفاً و قلبًا مُعنَّى..
وحيدًا بمقهى
تُغطيكَ جدرانُه الفاخرةْ
وأمطارُ أكتوبرَ الباهتةْ
تغازلُ وجهَ الزجاجِ
وتهطلْ تُمشِط ُوجهَ الرسومِ بعينِك
ودردشةُ الجالسينَ بقربِك
وقهقهةُ العاشقينَ هُنا تُتعبُك
يذيبونَ جمرَ الليالي فقد لا تبالي
ولكنّ جمرَ الأحبةِ قدْ يُحرقُك
هُنا اجتمعُوا
هنا بَعثرتكَ المواعيدُ ما أحزنَك!!
هو الدربُ لا عيبَ فيه سواكَ
فماذا دَهَاك؟
لترتادَ مقهى الجنون
أما حاصرُوك بشكوى العيون
هنا العاشقون
وماذا دَهاكَ لتبقى هُنا؟
كزيتونةٍ خَلفتْها القرونْ
تدخنُ سيجارةً من حنينْ
وتنهيدةً بين حينٍ وحينْ
تعد الخساراتِ تنظمُها مثل عقدٍ ثمينْ
تَنحّ قليلاً فللدربِ روادُه الحالمونْ
يحبونَ لثمَ الشفاهِ الجريئةْ
وأنتَ هُنا مثلُ وجهِ الخطيئةْ
فكُن جاهزاً للرحيلِ سريعاً
شربتَ من الجمرِ حتى ارتويْت
تخيرْ بقاياكَ وارحلْ
لعلّ الشوارعَ أرحمْ
تعجّ بمن أثقلتْهم خطايا
بحجمِ البلادِ التي تركوها بحِضنِ الرزَايا
يجيئونَ من كلِّ صوبٍ فُرادَى
وفي اللافتاتِ حنينٌ تمادى
لحدِّ الضجرْ
فقلْ ليتني شجرٌ أو حَجَرْ
وقُلْ للسماءْ
إذا ما تجلّتْ
لعينيكَ بينَ الغيومِ
“أنا ما تعمدتُ قتلَ العناكبِ
حينَ تعثرتُ في بيتِها بينَ تلكَ الحُفرْ
فيا لعنةَ العنكبوتِ ارحميني
شديدٌ على القلبِ حكمُ القدرْ
لقد ضاقَ بينَ المواقيتِ صدري
أ يا خالقَ الكونِ ما أوسعَك”
هو الصبرُ تعويذةُ الليلِ
للخاسرين ولكنّ ليلَ المدينةِ قدْ يخنقُك
هنا التحمُوا واللحائفُ نشوى
ولا حضنَ يُؤويك ما أهونك..
أ يا داميَ القلبِ أينَ ستمضي؟
مفاتيحُ أبوابِهم عَربدتْ
ستلفظُك الآنَ كلُّ المقاهي
سيلفظُك الموتُ
تخرجُ من رحمةِ الوقتِ حيًّا!!
فسِرْ للوراءِ انتصرْ
للهزائمِ عبداً شقيّاً
سقطتَ من الأمنياتِ
انكسرتَ تناثرتَ بين الدروبِ
وما عُدتَ شيَّا..
ــ “طموحاتي”: طموحات وآمال منى الرزقي الإنسانة هي أن أعثر على قطعة أرض في شكل قلب أنهي بأديمها حياتي.. أما طموحي كشاعرة هو أن لا يتوقف سيل أشعاري، وأن أتمكن من ترجمة كل ما في القلب من وجع إلى كلمات..
ــ “هواياتي”: أما عن هواياتي غير الكتابة والمطالعة أقول إنني أعشق نباتات الزينة أيما عشق.. وأنا أقضي بينها جل أوقات فراغي.
ذ. نصر سيوب