جمراتها الحب الذي قد كانا
فتقتْ كتاب الريب قد أفتانا
مرآتها ترمي فؤادي منذ أن
حسبت فؤادي في الهوى شيطانا
في الصدر رشقةُ نظرة مزعومة
ذبحت وريدَ يدي، وشتانا..
فوق المفازة لون ماء خريرها
جسدٌ مسجى في البياض الآنا
وشموس بلّور الفناء تناثرت
قطعا لشمس مُرِّغت ألوانا
نفخت بسور الحب قبل نهايتي
حتى انتهيتُ بثغرها دخّانا
في غربة الثغرين تُنبت قبلة
تنمو بشهد رضابها شفتانا
العاشقان بليلة الليلات يا
ليل الغواية سالبا ليلانا
بدعابة الكلمات تغرق لثغنا
في سِفر لمسٍ حولنا فتانا
ولفافة ميساء دندن هزلها
للريح يعبث في غصون جَنانا
لما انحنى الجيد الرشيق كقطفة
من أعذب العنب الأسيل تدانى
نهت الثرى، فتطاولت أعماقه
وكأنما طافت به أكفانا
في ذلك الشفق البعيد حكاية
أمل يسير ولم يكن إلانا
دنت القصاصة فوق خطو غباره
ترنو لمحو سطوره بهتانا
ذكرى تثور بوشمها بجباهنا
كأنين بوح مجهش قتلانا
يقفو المساحات التي قد أينعت
بين المسافات التي تغشانا
أرق الخطى وجراب وهم ظامئ
لحروفنا شرُدت بها أوزانا
لما استباح الهجر كل قصيدة
رصت بلا حرج لنا حرمانا
كانت قيامتها ونشر جراحنا
والبعث كان بدمعنا قربانا
كل يدين صحيفة ملأى به
وبذنبه لما رأى النيرانا..