سبأ البداية – أحمد حضراوي

0
1247

لي في حضارة ثغرها أقلامي
كَتبت لسيرة غربتي أوهامي
لثغ يؤسس نكبة في أضلعي
لغة تقود الكأس نحو حطامِ
الرشف تنعته بحمرتها التي
قد لونتها ضفة الإحرامِ
والكحل يلعب شزره في قبلتي
محفوفةً ظمأً لكل أوامِ
صليت فوق الخد أول قُبلة
فتشهدت أوصاله قُدّامي
أيُّ الركوع يليق في محرابه
وأنا هواه العذب كان إِمامي
في الحب عشت موحدا لا مشركا
مذ أن شهدتُ بأنه إلهامي
وبأن ما هو دونه قربانه
هو للخليل كزمرة الأصنامِ
ها قد تساقط كل قدٍّ غيره
وتساقطت في صدره أحلامي
مذ أن محا الكلمات عن مهدي أنا
وتوغلت في رمله أقدامي
غدت المدائن كلها تفاحة
مضغتْ مُدًى لنمارق الإجرامِ
من حدها طعِمتْ نسورٌ حبنا
أضغاثَ سِفر كاد حبر هيامي
أنساه هذا الليل خارطة الأسى
فاشتد في طروادة الأسقامِ
بث السنين بكهفنا فتزاورت
عن نومه أسطورة الأرقامِ
بين الدفاتر ألف تسبيح له
وجه يسيل بطعنة الأسهامِ
قد رج موج البحر رجا قد حلا
عذبا فراتا في جرار مرامي
من صلب وعد الأرض أينع حزنها
شبَك الدموع بقدرة الأيتامِ
راحي أنا ملح بطعم آخر
ويداك جرح في مسام مسامي
لما تسللت الطعون أمينة
لم يفرز السكين حرف كلامِ
صمت  أغار  عليّ  ذكرى فارتقى
في صدفة الكلمات دون سلامِ
طورُ المتاهة حفنة موصولة
حملت سديم الخطو نحو ختام
السبرُ أوديةٌ صفاها صرخةٌ
والماء ينهش أضلعي وعظامي
ويفك أغوار البيان بعتمة
في أغنيات البوح فوق رجامي
طلل تبدى قبل موعدنا الذي
أودى بأول حرفه للاَّمِ !
إرم الهوى سبأ البداية طلعه
عرم النهاية وسْط غنج ملامِ !

 

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here