لِلْبُكَاءِ الْغَلَبَة ــ أحمد حسن محمد

0
618

كَنَبْضَةٍ مُضْطَرِبَهْ
.
تَلْفِظُهُ طَائِرَةٌ يَبْصُقُهَا فَمُ الْخَلِيجِ فِي فُؤَادِ مِصْرَ…
حَالِقًا
-بِمُوسَى عَجْزِهِ الَّذِي أَحَدَّهُ الْبُرُودُ-
شَنَبَهْ
.
وَبَيْنَ وَجْهِهِ الْقَدِيمِ وَالْجَدِيدِ لَمْ أَجِدْ إِلا أَقَلَّ مِنْ شَبَهْ
.
يَقُولُ رَاكِبٌ تَعَرَّفْنَا عَلَيْهِ:
إِنَّهُ لَمَّا رَآهُ وَاقِفًا بِسُلَّمِ الطَّائِرَةِ الأَخِيرِ كَالصَّغِيرِ يَخْطُو أَوَّلَ الْخُطَى
مَازَحَهُ بِقَوْلِهِ (يا حلوُ، خَطِّ الْعَتَبَهْ)..”!
.
وَإِنَّهُ لَمَّا أَجَابَتْ دَمْعَةٌ بِخَدِّهِ…
فَالرَّاكِبُ الَّذِي تَعَرَّفْنَا عَلَيْهِ اسْتَغْرَبَهْ
.
وَحَمَلُوهُ لِلأُتُوبِيسِ الَّذِي يُوصِلُهُ لِصَالَةِ الْوُصُولِ…
قِيلَ إِنَّهُ أَخَفُّ مِنْ رِيشِ الْحَمَامِ فِي الْهَوَا…
أَسْمَنُ مِنْهُ الْقَصَبَهْ
.
أَلَمْ يَرَوْا سِلْسِلَةَ الْجِبَالِ فِي نَظْرِتِهِ
تَرْبِطُ قَلْبِي فِي كُهُوفِ سُمْرَتَيْ عَيْنَيْهِ…
وَانْحَنَتْ عَلَى كِتْفَيَّ مِنْ أَثْقَالِهِنَّ الرَّقَبَهْ؟!
.
سَأَلْتُهُ: إِنْ كَانَ نَاسِيَ الْحَقَائِب…
اسْتَرَدَّ وَجْهُهُ الْمَلامِحَ الْمُكْتَئِبَهْ
.
أَشَارَ نَحْوَ عُلْبَةٍ كَبِيرَةٍ
وَجَدْتُهَا (طَائِرَةً) وَلَمْ يَكُنْ لَدَيْهِ أَطْفَالٌ وَلا لَهُ أَقَارِبٌ…
فَقَالَ: إِنَّهَا تَطِيرُ فِي الْهَوَاءِ (بِالرِّموتِ)، شَحْنُهَا (بِالْكَهْرَبَهْ)
.
وَعَادَ لِلْمَلامِحِ الْمُغْتَرِبَهْ
.
طَلَبْتُ مِنْهُ أَنْ يَدُلَّنِي إِلَى الْحَقَائِبِ الأُخْرَى..
أَشَارَ نَحْوَ كِيسٍ أَسْودٍ وَرَاءَهُ يَدُسُّ فِيهِ كُتُبَهْ
.
سنَّدْتُهُ وَقُدْتُهُ لِلْعَرَبَهْ
.
وَلِلْبُكُاءِ الْغَلَبَهْ

 

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here