شاعرية الانتظار – د. محمد الشرقاوي

0
1967
د. محمد الشرقاوي، أستاذ تسوية النزاعات الدولية، وخبير لجنة الخبراء في الأمم المتحدة سابقا.

 

شاعر مغربي مقيم بالولايات المتحدة الأمريكية

بین حرقة الشوق ونشوة الانتظار، 
تمهّل في الحدیث إليها
وافتح نوافذ الإصغاء مُشْرَعَة، 
وانتظرها..
دع نسائمَ المساء تُزیل عنها 
متاعبَ العمر وحمولةَ القلق، 
لتنتعش أحلامُ اللیالي الضائعات،
وانتظرها..

دعها تُخبر صدیقتها أنها 
ستطفئ هاتفها إلى حین 
وتعیده إلى محفظتها الیدویة، 
وانتظرها..

صُبَّ ثانیة في كأسها 
ما تعتق من شاي فوّاح
بنعناعه الأخضر، وافتح لها 
علبة الشكولاتة السویسریة،
وانتظرها..

لا تنسَ أن لها ذوقا عفیفا 
في أناقتها وتناسق ألوانها
وعذوبة ضحكتها،
وانتظرها..

دع عتمة اللیل تتداخل 
في ظلال الشموع 
فالبوح لا یأتي في 
زحمة الأضواء العاتیة، 
وانتظرها..

تأمّل البحرَ المتلاطمَ في عینيها
ولا تعلّق على احمرار الوجنتین
أو تردّد الشفتین وارتباك الیدین، 
وانتظرها..

اقرأ في بسمتها أحلام طفلة
لم تكبر عن أحلامها 
وعن مداعبة الطفل المشاغب، 
وانتظرها..

لا تجاهد نفسك بسرد قصص الأنا
أو ادّعاء ملاحم أو بطولات رجولیة،
بل كن فقط أنت كما تراك أنت،
وانتظرها..

ضع باقة الورد وتریّث قلیلا
حتى تفوح عبقا تفتر له

 الأجواء والأنفاس معا، 
وانتظرها..

هي الورود لا تنفتح
إلا من وداعة الهمس
وحنان الندى، فمن قال كاذبا
انتظرها؟!

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here