خريفٌ يغادرُ.. ينهي اليباس
وكل سقوطٍ يعري الشجر
ويترك في الذكريات رحيلا
ترامى على صفحات القدر
وريحٌ تصفق كل المصارع
يجلد سطح الطريق المطر
خريفٌ مضى بانهيار الليالي
على ركبة التيه لا تنتظر
هجود غصونٍ ودمع عيونٍ
على الطير راح فكيف هجر
وتيجان زهرٍ تنكس هاما
إذا صاحب اللحن رقص الوتر
خريف خريف يغادر.. إني
أخاف الرجوع إلى المنحدر
فذاك الذي لست أعلم أخشى
وتلك السنين عذاب البشر
جراحٌ ترافق نهر دماء
رحيلٌ شتاتٌ ولا شيء سر
فيأتي الشتاء ببعض صقيع
وفي نفحة البرد بعض الصور
ودفئ قلوبٍ تخلي حروبا
بماضٍ يدثّر ثم اندثر
ووجه الأديم يغطيه ثلجٌ
بلون الجمال يسر النظر
وتفرح حتى الطيور بلقيا
مكوث المخابئ والمستتر
وأغفو على ساعد الصبح لما
تعبت عذابا يبيح الكدر
تعبت وقد أرهقتني الأماني
وما زلت رغم مضي العُمُر
لكلِّ جميلٍ بقلب سحاب
أعيش أناجي كما أنتظر