داهَمَنِي الشّيْبُ و ما لِصَدِّهِ عَتادُ
و لاحَ فجْرُ الشَّعْر و وَلَّى السّوادُ
و راحَ الشّبابُ و كَبَا الجَوادُ..
فَمَا لِقَضاءِ الله رَدٌّ وَ عِنادُ..
هجَرَنِي الزمان.. و غابَتِ الأمْجَادُ..
و غاب الأمل و المُرادُ
و راحَ اللهو و الجمال و الوِدادُ
و غَزَا سبِيلَ عِزّي الحُسّادُ..
اشتقْتُ لِلتّوْبة و ذِكْرِ الشهادة يا عباد ُ
كَثُرتْ ذُنوبي.. و بَانتْ عُيُوبي
فَلوْ لا رحْمةُ الله.. و في النّفس الجهادُ
لَهوَى صرْحيِ و ما الْتَأَمَ جُرْحي
و بِالإيمان ما نَبَضَ الفُؤَادُ..
يا شيْبُ.. يا شيبُ..
لَقَدْ أضْنَانِي السُّهادُ
و هَزَمَتْني الضّادُ
فَلا مُجون بعد اليوم
و غَزانِي الْيأس الْجادُّ
لا النّفْسُ تَهْدَاُ
و لا لِلصَّبْرِ زَادُ
تَمَهّلْ يا شَيْبُ.. تمهّلْ..
فَكُلُّ ما فَاتَ لا يُعادُ..
فَأيْنَ الأنْبِياءُ..؟ و أين الأجْدادُ..؟
و أَيْنَ الشُّعَرَاءُ الأفْذاذُ..؟
لَقَدْ رَحَلُوا و ما عادُوا
لقد رَحَلُوا و ما عادُوا..