دَاهَمَنِي الشَّيْبُ ــ عبد الرزاق شاكر

0
765

داهَمَنِي الشّيْبُ و ما لِصَدِّهِ عَتادُ

و لاحَ فجْرُ الشَّعْر و وَلَّى السّوادُ

و راحَ الشّبابُ و كَبَا الجَوادُ..

فَمَا لِقَضاءِ الله رَدٌّ وَ عِنادُ..

هجَرَنِي الزمان.. و غابَتِ الأمْجَادُ..

و غاب الأمل و المُرادُ

و راحَ اللهو و الجمال و الوِدادُ

و غَزَا سبِيلَ عِزّي الحُسّادُ..

اشتقْتُ لِلتّوْبة و ذِكْرِ الشهادة يا عباد ُ

كَثُرتْ ذُنوبي.. و بَانتْ عُيُوبي

فَلوْ لا رحْمةُ الله.. و في النّفس الجهادُ

لَهوَى صرْحيِ و ما الْتَأَمَ جُرْحي

و بِالإيمان ما نَبَضَ الفُؤَادُ..

يا شيْبُ.. يا شيبُ..

لَقَدْ أضْنَانِي السُّهادُ

و هَزَمَتْني الضّادُ

فَلا مُجون بعد اليوم

و غَزانِي الْيأس الْجادُّ

لا النّفْسُ تَهْدَاُ

و لا لِلصَّبْرِ زَادُ

تَمَهّلْ يا شَيْبُ.. تمهّلْ..

فَكُلُّ ما فَاتَ لا يُعادُ..

فَأيْنَ الأنْبِياءُ..؟ و أين الأجْدادُ..؟

و أَيْنَ الشُّعَرَاءُ الأفْذاذُ..؟

لَقَدْ رَحَلُوا و ما عادُوا
لقد رَحَلُوا و ما عادُوا..

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here