غابَة ُ التـِّيه ــ حكمت نايف خولي

0
789

في غابَة ِ التـِّيه ِ في أرْض ٍ مُظـَلـَّلة
بِالـمُـبْـهَـمات ِ وَأسْـدال ٍ مِنَ الحُجُـب ِ
لمْـلمْتُ نفسي مِنَ الأنـْحـاء ِ أجْمَعُها
في مَعْبَد ِ النـُّور ِ في كوخٍ مِنَ السُّحُب ِ
وَرُحْتُ أنـْزَعُ عَنـْها كـُلَّ أقـْـنـِعَــة
عَرَّيْتـُها من بَريق ِ الـمـاس ِ والـذ َّهَب ِ
وَصرْت ُ أغـْسلـُها من كـُلِّ شـائبَة
من كـُلِّ زيف ٍ مِنَ الأهْــواء ِ والكـَذِب ِ
وَفي لـَهـيـب ٍ مِنَ الآلام ِ مــوجِعَـة ٍ
َنقـَّيْتـُها من صَديد ِ الأرْض ِ وَالتـُّرَب
أفـْرَغـْتُ ذاكِرَتي من كـُلِّ ما وَسِعَت
من هَذ ْرِ  َفلـْسَفـَةٍ  في سَفـْسَف ِالكتـُب ِ
أزَحْتُ عَنـْها مِنَ الأثـْقال ِ ما حَمَلـَتْ
عَبْرَ الدُّهورِ مِنَ الأوْصاب ِ وَالـكـُرَب
حَتـَّى بَدَتْ في رِداءِ النـُّورِ صافِيَة
شفـَّافـَةً في قَميصٍ من سنا الـلَّــهَب ِ
وَإذ ْ بِـهـا تَـتـَعـالى فـي تَـدَرُّجـِهــا
فوقَ الأعاصيرِ والأنـْواءِ والشُّـهُب ِ
وَترْقـُبُ الأرْضَ وَالإنـْسانَ حائرَة
مذهولَـةَ الفِكـْرِ في ضيقٍ وفي عَجَب ِ
هذا الشَّـقيُّ الَّـذي أعْمَتْ بَصيرَتـَه
مفاتِنُ الشَّـرِّ من غِـــيٍّ ومن ُنــصُب ِ
وَأفْـسَدَتْ روحَهُ السَّمْحاءَ ساحِرَة ٌ
جـِنـِّـيَّـة ٌ في لـَـماها مَـورِدُ العَـطـَب ِ
فأثـْـمَـلـَتـْـه بـِخـَمْـرٍ من َتـبَـرُّجِـهـا
حتـَّى َبـدا واهِـناً أوْهـى مِنَ الهـِـبَب ِ
وَشـَـيْـئـَنـَتـْه ُ أحـاسـيـسٌ مُـزَيَّـفـَـة
فكـَبَّـلـَتْ عَقـْلـَه ُ المَـفـْـتون َ بالـيـَلـَب ِ
فـقـاس َ ذاتـَه ُ بالأثـْـواب ِ يَـلـْـبَسُها
وزانَ نـفـْـسَه ُ بالياقـوت ِ والقـَصَب ِ
وَهَلـَّـلـَتْ روحُه ُ الحَمْـقـاء ُ ذاهِلـَة ً
لقـَبْضَةٍ من حَصى الإلماسِ والذَّهَب ِ
يُـقـَـيِّـم ُ الـرُّوحَ بالأسـْـمـال ِ زائِـِلـَـة
يُقـَدِّر ُ العَقـْل َبالقصديرِ والخـَشـَب ِ
غـداً يَلـُفُّ الفـَناء ُ الأرْضَ قـاطِبَـة
فالوَيْـلُ للجـَّاهِل ِالمَصْـفود ِ بِالـتـُّرَب ِ.
…………
اليلب : الفولاذ / المَصْفود : المُكبَّل
الحَبَب : فقاقيع الماء أو الخمر
شيئنته : أحالتـْه ُ إلى شيء

 
 
 

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here