لَمْ تَعُد الكلمات تَشفي غَليلَ الوَرَق
والدواة تَنزِف التُرَّهات
غائِرَةٌ في أعماقِ الجُرحِ آهات الاشتياق
والنَزفُ يُمطِرُ البَحرَ رَسائلَ من وَلَه
مَوشومَةٌ بالجوعِ بَعدُ شِفاهُ قَصائدي
إذْ يَركَب البَحر خيول الاغتراب
يا صَهَوات المَراكب هَلْ مِنْ خبر
أما مِن صدفةٍ تَحملُ همسةٌ مِن بعيد
فَتَضرِم نارَ الحياة في مواسمِ البَرد
كي يَذوبَ عن جَسدي الجِليد
غافية لا تَدري ما خَطَّ النَوى
إذ يَرسُم على وجهي خَرائط
ويَمُدُّ بالأخضر المُزرَقِ أوردتي قَصائد
قُدّي قَميصَ الليل
فيوسف في السجنِ يُجادل سَيلَ الأُمنيات
من بعيد
أحاورُ وَجهَكِ
من بَعيد
فما بينَ بَغداد و طَنجة حُلُم أو يَزيد
من بَعيد
تنادي عَليكِ قصائدي كما السياب
حينِ أعياهُ البُعد فنادى عَبرَ الخَليج
لكنهُ البَحر يَسرِقُ صَوتي فيَخورُ النَشيد
قُدّي قَميص الليل
أثلمي سماءَ القَصدير ولو بحلم
عَلمي لَيلي نَشيدَ العاشقين
زوري عَتبات عُيوني حينَ إِغماضة
كي أبني لكِ وسط العين مقام
وكلما هزني الشَوق أزور
وأنثرُ عِندَ صورَتكِ النُذور
ما زالت بعيدة دياركِ
و طَنجةَ بثوبِها الأبيض تُخفيكِ عني
فألبسُ السواد
وأُعلنُ الحداد
وأنزفُ قَصائدَ مقطوعةَ الرؤوس
من بعيد
مَدَّ طيفك أكفانَ الغَسق
فنامَت الحروف بحزنِها
وسَقَطت عن شجرةِ الشعرِ القصيدة
لكن عُكازا هناك
ما زالَ ينتظرُ المَراكبَ أن تَعود
من بعيد
كي يُطلِقِ البِشارات نَشيد..