شمس الوفاء على حياتك أشرقت
ورنت إلى عمر يسح نوالا
وقد ارتحلت بقارب مستبسلا
ورأيت في أنحائه الأهوالا
وقرأت أسفاراً ففزت بزهرة
وكتبت مع وقع العراك خيالا
ليكون هذا البوح صبحا عابقا
فيفتت الأوهام والأغلالا
إن الغياب وقد تعدد سرُّه
يلد الغموض ولا يجيب سؤالا
ماتوا جميعا وانتهت آمالهم
وبقيت وحدك تنتقي الآمالا
والآخرون تغيبوا في شغلهم
ووطئت بعد الأقحوان رمالا
أعطيتهم إطلالة ذهبية
وسكبت في أحضانهم شلالا
فإذا بهم كالسهم غادر قوسه
والسهم كان لقوسه قتَّالا
ومؤجل موت الفتى ومعجل
والقبر يحمل في الدجى أثقالا
سبحان من جعل التراب خبيئة
قبل النشور ليقطف الأجيالا
وتنيل من غابوا دعاء مودع
مستأمن لا يرهب الترحالا
والموت بين يديه يشحذ سيفه
ليفاجئ الآساد والأشبالا
أما الذين تفرقوا في سعيهم
ويُقطِّعون ببعدهم أوصالا
فارفق بهم وارسم على هفواتهم
صور التسامح كي تنال وصالا
واقبل معاذير الذين تزاحمت
طرقاتهم وتباعدوا أميالا
فلربما جاؤوا بِغَرفة مُقترٍ
فاقبل بها كرماً وكن سيَّالا