الحَصَاد __ الشاعر زياد بنجر

0
98

عِبَرٌ تَوَالى ما لَها مِنْ حابسِ
فَإليكِ يا دُنيا فَلَستِ بِهاجسي

إنْ تَبْسِمِي لي زُخْرُفاً فَلَرُبَّما
أَعْدَدْتِ ويْلاً في الضَّميرِ العابسِ

هذي ثِمارُكِ أنفُسٌ مَحْمومةٌ
مِنْ بِغْضَةٍ أوْ غَيْرَةٍ وتنافُسِ

ضَلَّ السُّراةُ فَمَنْ هُمُ ائْتَمُّوا بِه
أخْفى الدَّليلَ وكَفَّ نارَ القَابسِ

لَنْ يَقْدُروكَ وَإنْ تَكُنْ ذا مِرَّةٍ
مَا لَمْ تُجابِهْهُم بِخُطَّةِ دارسِ

أطْماحُ عَزَّامِ الأمورِ هُمَامِها
لكنْ مُنِيتَ بِحَظِّكَ المُتَقَاعِسِ

وَإذا خَبِرْتَ طِبَاعَهُمْ لَمْ تَسْتَسِغْ
شَكوى الضَّعيفِ ولا ادِّعاءَ الْفارسِ

كَيْفَ الظُّنُونُ بِماَ تُسِرُّ نُفوسُنَا
وعَفافُنَا يَنْهارُ في المُتَمَارَسِ

أ عَنِ الفَضِيلَةِ في صُدوفِ أوانِسٍ
وعَلَى الرَّذيلَةِ في صِراعِ أشاوِسِ

وَهَل الَّذي اجْتَرَحَ الأَثَامَ مُجَاهِراً
صَلَّى قِيَامَاً في الظَّلامِ الدَّامِسِ

وَالرَّاشِدونَ تَحَمَّلَتْ أظْعانُهُمْ
وَأنا وَقَفْتُ على الْمُعَفَّى الدَّارِسِ

دَسَّيْتَهَا وَأخذْتَ في تَوْبِيخِهَا
وَأراكَ مُرّاً يا حَصَادَ الْغَارِسِ

 

4 نوفمبر 1998م

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here