إذا ابتسمت مقلتاك يجيء النسيم المعطر
وينهض شلال ورد من الأرض في بذخ لا يؤخر
وأحمي النجوم المريضة أحمي الغصون التي تتكسر
وكنا معاً نشغل الوقت بالشمس والقادمين
ونرحل حين يجيء الشتاء إلى بيدر بالظلال الأمينة أزهر
ونبكي على الغارقين بقطرات ماء معكَّر
ونفرح من جرح قلب تعالج بالغيث والأمنيات
وقد ربط الجرح طوعاً بذكرى تُدر الحنين
وما زال نحوك وهج بعمق فؤادي تجذر
فكيف تشاغلت عني بوحش الغُثاء وبالعثرات
لتلبس ثوباً طويلاً كطول احتفائك بالوهم والمفلسين
أنا لم أطر في السماء البعيدة نحو السراب المعثَّر
أنا لم أبع شرفاتي بجحر ومنفى وفكرٍ سجين
وقفت وحيداً أدافع عن حقل جدي وأنشودتي والهبات
فخذها إذن قولة تتحدى ارتماءك فوق رماد الأنين :
تغير قلبك قلبي أنا ما تغير
وصبحي أنا لم يزل ينتمي لدم الياسمين