“خابتْ سِياساتُهُم” :
كُنْتُ دَوْحاً تَشْتـاقُنِي وَارِفا
صِرْتُ نَخْلاً تَغْتَــــالُنِي نَازِفا
لا تَرَانِي إلّا رَبِيــــــعاً جَرَى
نَفْعُهُ غَمْراًغَــــــــامِراً وَاكِفا
أو سَحـــــاباً مُزْناً بَدا صَوْبُهُ
إنْ غَدا وَبْلاً كــانَ مُسْتَطْرَفا
لوْ كَذا شَحّتْ غَيْمَةٌ أُكْرِهَتْ
سَلَخُــوا مِنْها جِلْدَها عنْ قَفا
هُمْ رُعاةٌ يَحْمُـونَنا مِنْ عِدىً
وَ الْعِدَى أَرْبَى يَقْتَفِي الْمَوْقِفا
صَنَعُوا فِينا رُعْبَهُم مَـــارِدا
فَغَدَوْنـــا ظِلّاً كَفى وَ اكْتَفَى
فَكَفَيْناهُمْ شَرَّنا سَـــــــــالِماً
غَانِماً غُنْماً لَمْ يَزَلْ عَــاكِفا
سَبَقَتْ خَيْلٌ منْهُمُ قَـدْ عَدَتْ
فَرَساً مِنَّــــــا قَدْ عَدا وَاقِفا
لَيْسَ عَيْبـاً في خَيْلِنا صَمْتُها
إنّما صَـــاغُوا خَيْلَنا أضْعَفا
أوْهَمُونا عَجْزاً بَرَى رَكْضَنا
وَهْمُنا يَبْنِـــي رَكْضَنا مُخْلِفا
لَوْ تَجَلَّتْ عَيْنٌ لِذِي عـــــاقِلٍ
لَرَأتْ كمْ حِقْداً سَرَى نَــاسِفا
نَسَفَتْنا قَهْراً سِياسَــــــــاتُهُم
ذَبَحُوا فِينا حُلْماً سَــــــــالِفا
كَذَبُـــــوا ألْواناً غَدَتْ دَيْدناً
كَبُرَتْ أنْفٌ تَفْضَحُ الْمُسْرِفا
لَهُمُ أحْـــــلامٌ سَرَتْ شِرْعَةً
فَانْتَفَى شَرْعٌ كـانَ مُسْتَخْلَفا
أبْطَلُوا حَقّاً كـــانَ مُسْتَأنَساً
آنَسُوا فِينا بَـــــاطِلاً مُقْرِفَا