الشدة السلاوية والرباطية “التوقيدة” لباس العروسة المغربية

0
55

‏”الشدة السلاوية والرباطية “التوقيدة” لباس العروسة المغربية” :


 لقد عرفت عديد من الحواضر المغربية فيما مضى أزياء خاصة كانت تلبسها العرائس في حفل الزفاف؛ بعضها تم المحافظة عليه إلى اليوم كاللبسة الفاسية أو ما يعرف بـ “‎لبسة الجوهر”، والشدة التطوانية، في حين أن البعض الآخر تعرض للانقراض وصار ‏في أحسن الأحوال بالطبع -محض قطع متحفية تماما كالشدة السلاوية، والشدة الرباطية والمعروفة أيضا بـالتوقيدة، والشدة المسفيوية..

وفِي هذا المقال سنتحدث عن شدة العروس التي عرفت بها عروس العدوتين الرباط وسلا قبل أن تصبح في حكم المنقرض، انطلاقا مما وصلنا من قطع متحفية، ودراسات ‏إثنوغرافية، وصور فوتوغرافية قديمة حتى نكون عنها صورة متكاملة. وتتكون التوقيدة بالأساس من قفطان مخملي(ثوب الموبر) يعرف بـالقفطان الرباطي وكذا بالسلاوي، أكمامه جد عريضة، يدور بطوقه وبجانبي فتحتيه الأماميتين والحواشي ‎”الجلايل”، وجوانب الأكمام أشرطة مصنوعة من ‎الصقلي الحر أو الخيوط ‏الذهبية شبيهة بـالسفيفة تعرف ‎الگالون( Galon )، هذا إلى جانب الخيوط الحريرية المفتولة التي تستعمل أيضا لتركيب العقاد أو الأزرار الحريرية، التي لا تزين إلا النصف العلوي من الفتحة الأمامية للقفطان، الأمر الذي يميزه عن قفطان باقي الحواضر الذي تشغل العقاد (جمع عقدة) فتحته من الطوق إلى ‏الجلايل أو ما يعرف بـالعجمي بتقنية “عين وعقده”. كما يميز قفطان العدوتين هذا والمشغول أيضا بـخدمة المعلم تزيين صدر الثوب بالگالون بصفة متكررة كما في النماذج بالصور.

وتجب الإشارة إلى أن النماذج القديمة من قفطان العروس بالضبط كانت تخلو من استعمال العقاد، كون ارتداء اللباس المزرر أو ‏المعقود من طرف العروس محظورا كون ذلك يهدد بخطر العقم حسب المخيال الشعبي. كما أن القفطان يلبس بدون حزام لنفس السبب. لذلك اعتاد المغاربة استعمال عبارة “الله يفك حزامك” لتمني الإنجاب للمرأة العاقر. أما بخصوص الشدة فتتكون بالأساس من ‎الشربية الحريرية الطويلة جدا ذات الحواشي المذهبة، ‏والمنديل الأبيض القطني المعروف بسد البياض والعبروق الحريري الأحمر ليكونوا بذلك هيكل الشدة الهرمي الشكل الذي يلبس بأشرطة المخمل وخيوط ‎الجوهر المعروفة بـ”الخيوط”. هذا إلى جانب التاج المعروف بالسفيفة أيضا والمنبت بأحجار الجوهر والمحاريب الذهبية المنقوشة والمخرمة والمرصعة بـ‏الأحجار الكريمة. ويتناغم ذلك مع “الخيوط بالصقلي” المضفورة و” الزراير” المصنوعة من الجوهر الحر والمعروفة عند أهل العدوتين بـ “لعيايش(جمع عياشة)”، حافظت نگافاتهن على استعمالها إلى اليوم دون القطع الأخرى. ويخلل الكل بشال حريري مخطط يعرف ‎ب “الكنبوش” كان ينسج قديما كما الشربية والعبروق ‏بدور النسيج التقليدية ‎بفاس دون غيرها. وفوق الكل نجد إزار الحرير الذي يغطي كافة الشدة من الجانبين ثم يلف على خصرها ويغطي ركبتيها.

وبخصوص باقي الحلي؛ فعروس الرباط تستعمل الدواوح ولبة الجوهر والتازرا ذات القلادات الثلاث والتي تنطقها أرستقراطية العدوتين “‎التاجرا” مستبدلين بذلك الزاي ‏جيما على عادتهن، كما تعلق العروس أحيانا اللوحة أو الخميسة لدورهما الوقائي. إلى جانب الخلاخل بالكاحلين والشربيل المطرز.

كما يزين وجه العروس نقاط حمراء وبيضاء صنعت من مستحضرات تقليدية تتكون أساسا من لعكر الفاسي “الشقفة” الذي يحضر من بتلات زهرة الخشخاش، وخليط بياض البيض، ومسحوق قشرة ‏البيض، والمسكةالحرة. وتعرف هذه الزخارف ‎ب “الزنزفور” عند نساء ‎العدوتين الرباط وسلا. وهذا النوع من الزينة غير خاص بعرائس هاتين المدينتين فقط، بل بعرائس العديد من حواضر المغرب، ويعرف بالعديد من التسميات كـ ‎”الجناح” و”بيوض الوجه”. ووفقا للمعتقدات والتقاليد الشعبية فإن هذه الزخارف من شأنها أن ‏تحفظ العروس من الأرواح الشريرة، خاصة أن الزواج عبارة عن طقس عبور، لذلك لا يسمح سوى لسليلات البيت النبوي الشريفات أو المنتسبات لكبار البيوتات بتزيين وجه العروس بهذه المستحضرات، كون هذه الأرواح لا تستطيع إلحاق الضرر بهن. ‏

كما أن يدي العروس تزينان بـالحناء وتوضعان على منديل مطرز بـالطرز الرباطي أو الرقيم الرباطي.

_____________________

المصدر : https://www.facebook.com/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D9%8A-History-of-Morocco-344928663076192/

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here