“صناعة الوجود” :
حروف معطرة بأحاسيس ساخنة…
أحيانا نضطر للتخلص من الذاكرة لنولد من جديد…
ولكن ليس ممكنا أن نصنع صفحة بيضاء لأن كل الوسائل مغشوشة…
فها نحن نلتجئ للمراوغة، فتحت الكثبان متاهات مخارجها مغلقة ومساراتها يزيدها ظلمة دخان ونار حارقة…
أين المفر؟ حتى الإرادة مبتورة والقرار مسلوب…
ما أبغض هذا القطيع الذي يربطني إليه غصبا…
أجذب الحبل لأقطعه وأفر من أتون الفرض، فيلتف حول عنقي…
أصيح :” لا لا، أنا حر غصبا عن الكلاب والذئاب ”
ها هي تنبح وتعوي… بينما أنا في ركني أقطع الحبل بأنيابي وأحفر في سقف المتاهة مخرجا… متسلحا بإيماني بقدرتي…
فجأة يزورني بصيص من النور… يمدني بحبل بقمة الكثبان… أتسلقه بسرعة… ومن الخارج أوسع الثقب… ومع دخول الهواء إلى المتاهة تتأجج النار داخل مساراتها فتحرق الكلاب والذئاب جميعها وتتقطع الحبال وتخرج أسراب القطيع مشوهة سوداء.
وفي لحن بديع يمتزج فيه البكاء بنشوة النجاة ننشد معا :
” يحيا الوجود
هيا معا لميلاد جديد”.