المتخيل : شذرات من تاريخ الطبخ المغربي __ ذ. الشيف الحسين الهواري

0
56
الشيف الحسين هواري

“المتخيل : شذرات من تاريخ الطبخ المغربي” :

 

*في موت الطرحوقي صاحب الطعام /عن ابن عدارى

*كما وجدت زرابي من الجلد المزركش بالذهب والحرير تستعمل كسماطات تفرش لتناول الطعام/عن مارمول

رفع الغموض عن أسرار ما كان يجري في الخفاء أو النظر من ثقب الباب .

*عندما جعل الخليفة يعقوب المنصور نفسه مرئيًا / عن ابن صاحب الصلاة الذي يعتبر يعقوب المنصور الخليفة العراب واحد من أنجح وأعظم الملوك وأكرمهم في تاريخ المغرب وهذا بشهادة كثير من المؤرخين كذلك.

من الواضح تمامًا أن المؤرخ لويس ديل مارمول كاربخال (1600) في كتابه “إفريقيا” كان أول من وصف مخازن الحبوب الضخمة في قصر الموحدين في مراكش، وأول من أشار إلى أسلوب الحياة في قصور السلاطين السعديين.  إن صمت المؤرخين القدماء عن ذكر تفاصيل حياة الملوك والأمراء  وأخبارهم الخاصة باعتبارها أسرار وخصوصيات من الطابوهات والمحرمات والممنوعات التكلم عنها، مما ترك فراغا كبيرا في التاريخ الاجتماعي ونقصا في المراجع التاريخية للباحثين والمؤرخين، وتخلو المصادر العربية في العصور الوسطى في هذا الشأن من أية إشارات باستثناء بعض الشذرات والإشارات هنا وهناك، وإذا استثنينا ابن صاحب الصلاة في المن بالإمامة الذي وصف بلاط الخليفة الموحدي يعقوب المنصور وشخصيته وطريقة عيشه وتعامله وأخلاقه لما استقبله وأكرم وفادته، ووصف إبن عدارى في البيان المغرب لدار الكرم أو دار الضيافة التي استحدثها يعقوب المنصور واستخدمها لاستقبال ضيوفه وسفراء الدول والأجانب القادمين للإقامة والمبيت، ولا أحد تكلم على موقع المطابخ ومخازن الطعام والمطابخ، فكما هو معلوم فإن ذلك كان يدخل ضمن أسرار الدول حيث كان يُقتل على الفور كل من رأى أو أعطى معلومات عن تلك الأمكنة. لا سيما ما يتعلق بالمؤن والتعزيزات وقد أورد ابن عدارى كلاما عن إعدام صاحب الطعام الطباخ الطرحوقي وسماه خازن الطعام، ولا عن القوافل المسؤولة عن إمداد القصر . ومع ذلك ، يمكن للمرء أن يفترض ويخمن أن الحياة كانت مثل القصور في بلاد فارس وأوروبا ومثل منازل الأثرياء ، لقد تم فصل المطابخ عن المبانب المخصصة لإقامة الولائم. وبهذه الطريقة يتجنب ضيوف دار الكرم الإزعاج الناتج عن تحضير الأطباق في المطابخ، وروائح القلي والشي، والروائح الأخرى (القمامة، والروائح الكريهة ، إلخ) والتي كانت تغلف بروئح البخور والعود الزكية، ويمكن تخيل أن تلك المطابخ كانت ذات مستوى عالٍ جدًا وكانت تزخر بالحركة، كما لا أستبعد أن المشرفين عليها كانوا من ذوي الرتب العالية سواء مدنيين أو عسكريين، فرتبة قائد كانت تعطى للشخص المسؤول عن المطبخ في العصر الموحدي والمريني، كما كانت رتبة العريفة تمنح للطباخات النجيبات في العصر السعدي وقبله، كما أن فن الطهي وتزويق الأطباق الملكية( الملوكي ) بدأ في وقت متقدم، فنلاحظ مثلا تزاوج وتكامل الأذواق والألوان في الأطباق التي تظهر علاقة مباشرة مع المكونات في شكلها الطبيعي ( التجسيد أو النحت والرسم ) وهو الذي اتهم به المرابطين من قبل الموحدين وسموهم بالمجسدين، ويشير صاحب كتاب الطبيخ بين العدوتين المغرب والأندلس عصر الموحدين إلى وصفات وأطباق منحوتة ومتحورة ومركبة، كما هو الحال عند ابن رزين التجيبي في فضالة الخوان والألوان ( الألوان إشارة إلى الأشكال )، لقد كان المبتغى دائما من الطهاة هو إبداع أنواع جديدة ومختلفة من الوصفات، وتطوير الوصفات القديمة وإعطاء صفة الأطعمة البسيطة لتصبح راقية، والوجبات التي تحتوي على مكونات قليلة يضاف إليها مكونات لإغنائها لا سيما بالمواد النادرة وما يلفت الانتباه ويثير النظر والإعجاب، لا سيما إبهار الأجانب والغرباء في الولائم والأعراس والحفلات، وإندار الضيافة والكرم هي من الأماكن المستخدمة للمآدب والحفلات حيث تحبك هذه السيناريوهات وتدور الأحداث، وحيث يجتمع علية القوم و النبلاء في مجالسهم المهيبة …     #houari_hossin

__________

* السماط والأسمطة السِّماطُ :ما يُمَدُّ لِيُوضَعَ عليه الطعامُ في المآدبِ ونحوِها ويوجد حي في مدينة الدار البيضاء يحمل هذا الاسم تباع فيه الأطعمة والوجبات وهو معروف.

* بقيت مخازن الحبوب والطعام الموحدية خالدة حتى عصر الأشراف السعديين كما ذكر تفاصيلها مارمول كاربخال.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here