هل تذكرين نبوءة الشعراءِ
في رعشة الكفين والحناءِ
لما لمستُ يديك قمتِ بثورة
ونصبتِ مقصلة من الشهداءِ
من أين للأنثى الدلال جميعه
من أين يغرف ثغرها إغوائي
من أن تغرف لحظة مجنونة
فتصير لي جيشا من الأعداءِ
حطمتُ نحوك كل جسر قائم
وعبرتُ غِراًّ عاشقا للماءِ
فيه الحياة وكان وجهك دونه
إنذار طوفان ووعد فَناءِ
وسفينة تمضي على ضحكاتها
لتحط في بركاتك العصماءِ
آوي إليك لتعصمي تفاحتي
من قضمة الجنات يا حوائي..
أطفو كأول نخلة منحوتة
بيد الجريد لشهقة وسماء
ظل يمدد في السراب خطيئتي
ويردني لحقيقة الأشياء
كينونتي خصف يمزق طينتي
ويبلل الكلمات في الإلقاء
لما سللتِ الحب كان نزولنا
لصعودنا في دورة الإنشاء
لا تكتفي لغتي بنهد إشارة
لغتي أنا وطن من الغرباء
طوبي لمن زرع الكفون بجرحه
حصد اليقين برحلة الأشلاء
هذا الإياب إلى الذهاب معلق
بجواز أفعى في فم البتراء
كل القوافل نحر بئر أسيرها
تكتال دلو ظمائها بردائي
أحصي الرماد أذره نقطا على
وجع الكلام بصرخة الأصداءِ
تاريخ حرف الحب عمر واحد
لكنه قد باء بالأجزاءِ
صبّ الحداد بصفحة عربية
فتبرّجت بجريرة استجداء
في ألف قاموس وقفتُ مهاجرا
ورجعتُ في خجل إلى مينائي!
كل الدروب تغيرت أسماؤها
ومضت دروبك أنت فيك ليائي
يجري على شفتيك نهر صامت
ويغض فيك البوح نزعُ بكاءِ
الحرب بين يديك تشهر سيفها
فتوضئي في هدنة بدمائي
في رايتي البيضاء بقعة عاشق
سحبتْك أعينه كحبل سقاءِ..