“ابتسامة الليث” :
لم يقتنع أحد بأن محبة الصديق لصديقه يمكن أن تتحول إلى عداوة ؛ حتى لو ظلمه صديقه كيف يعاديه؟ أم هل كانت محبته لصديقه كاذبة؟
أما هو فكان يرى المشهد قاسياً؛ كان صديقه هو المخطئ..
-لماذا عاديت صديقك؟
-لأني كنت أتخيله الوفي واستيقظت على الحقيقة المرة
-ماذا حصل؟
-طعنني دون خجل.
هذه إحدى النقاشات التي كانت تدور، وهي نقاشات تحتوي على قدر من المعقولية، ولكن السهام وُجهت إلى الصديق الذي تعرض للظلم والغدر، فكلهم يريدون أن يصلحوا وكل ما في الأمر هو أن يعتذر الصديق المعتدي ثم ترجع الصداقة كما كانت قوية، هكذا كانوا يظنون ولكنهم لم يعلموا أن هذا يصلح في غير الصديق، ذلك أن الجرح الذي أحدثه يكون سطحياً والتماس العذر له يكون سريعا أما الصديق فجرحه عميق عميق لأن المحبة تأصلت والأيام ربطت ما بينهما رباطاً وثيقا.
وكان الأولى بالمصلحين أن يعالجوا الجرح بكلمات تشجيعية،
ويُسِرُّوا للصديق المعتدي أن يغيب قليلا، وأن يشعر بالمأساة أكثر، وأن يتزين بالحياء، فالجرأة ممقوتة في هذا الموقف،
وليكن الإصلاح للمسامحة فقط، فيكون الصديق المعتدي إنساناً مثل غيره، أما أن يصروا على إرجاع الصداقة كما كانت قوية فهذا من المحال، فقد برزت نيوب الصديق المعتدي على حقيقتها ولن يظن أي صديق في الكون بعدها أنه يبتسم.