“على أعتاب بلقيس” :
بين النخيل وعبر الصحارى والشواطئ
وعلى امتداد الوديان،
كائنات لها أنوف طويلة
وأذناب كالبقر،
تكاد تشبه الإنسان.
تفتش في جنون
عن عرش بلقيس
أو ساقيها أو بريد الهدهد
أو حتى خاتم سليمان.
تحفر. …تدمر….
تحرق….تسرق….
تبحث……تعبث….
تنقب في كل مكان.
في القباب والقمم الشماء
قرى معلقة تطل على القمر،
يداعبها الغمام من كل الجهات،
تبدو كجداريات مهترئة
بلا انتظام تداعت فيها الألوان.
أزيز ما تبقى من أبواب
وجدران،
يصم الآذان.
حشود من الأجسام
كالأسمال البالية
من مختلف القامات
تعد للوأد في الأخاديد
أو للشواء في الأفران.
كشريط رعب
يستبق الصراخ والعويل
والأنين والهراش
والعواء والنعيق
والزفير والشهيق،
وروائح نتنة تتعرض صعوداً ونزولا
تثير الغثيان.
في بلاد الكائنات الغريبة
أسماء لا تحفظ أسماءها
تسترخي في الشطآن
تنتشي بزرقة الخلجان،
تأكل ملء بطونها وترفل في الدمقس
بين الجواري والغلمان.
في أسفل القرى المعلقة
يطل الطاعون من خلال النوافذ المكسورة،
يتسكع في الشرفات
متوشحا بكل صنوف الألوان.
في هذا المكان لا تشرق الشمس،
وبلقيس ترقد بسلام
في حيز من الزمان،
تحت اللهب وسحب الدخان.