“بين المخذِّل والصديق” :
عمت طيور الذكريات قصيدتي
وتسامقت في ساحتي الأشجان
إن كنت تفقد وجه إلف واحد
فلقد مضى من حيِّنا السِّلوانُ
ولربما مات الرفيق فسلمت
فينا القلوب وغارت الأحزان
أما فراقك للمصاحب مرْغماً
لمَّا استطال بحقده الإنسان
فغدا يهيّج كل قطعان الذئاب
فينتشي الإعراض والخذلان
فهو النهاية للنشيد وثلمة
لم تمحها في سيرها الأزمان
يا ليت صاحبك الوفيَّ أنالهم
سيف الصدود ليرحل الحرمان
لكنَّه أصغى فجفَّ معيننا
وانهار في أرض الوفا بستان
أنا لست أنكر أن قلبي واسع
وبه تسامح جذرها أغصان
وبه ستمسح جرحه نافورة
فتبور في كهف الدجى الأضغان
لكنّ نفسي كالفراش شموخه
يأبى بأن تغتاله النيران
وإذا الرفيق أراق قطرات الجدا
فلينفجر في قلبك البركان
ماذا ستصنع للمخذِّل يا فتى
والغدر في هذي الدنا ألوان
فاتركه في هذا الشقاء مجنحاً
فغداً ستكسو كِبرَهُ الأكفان
أما رفيقك فهو همس ضائع
ونشيد قلبك ثابت ريَّان