اغتصاب – جميلة بالوالي

0
152

 

أصبحت في الأربعين من عمرها ،لم تتزوج ..تزوجت أخواتها الأصغر منها سنا وتزوج إخوانها جميعا ،فالرجال لا يبورون.. لكنها هي لم تتزوج ومن المحال أن تتزوج !

    سوف تظل نادية في نظر المحيطين بها وفي نظر المجتمع تلك المرأة التي اغتصبت وهي في سن العاشرة من طرف جارهم. ذلك الشخص المريض الذي لم ينل عقابه أبدا  لأن زوجته أتت بعد الحادثة، وهي تحمل رضيعها ،محاطة بأبنائها الآخرين ، فتوسلت إلى والد نادية كي لا يبلغ الشرطة عنه وإلا فسوف تضيع هي وأبناؤها ويصبحون من اليوم الموالي  في الشارع فلا دخل لها للإنفاق على أسرتها ولا معين لها من عائلتها التي أنكرتها أصلا بعدما تزوجت بذلك السكير. أشفق عليها رغم حرقته ورغم بشاعة ما أصاب ابنته ورغم ضياع مستقبلها لأن شرف الفتاة عندنا وقيمتها في المجتمع نابعة من” عذريتها ” ومن مدى قدرتها على الحفاظ عليها وإلا سوف تصنف مع نوع من النساء الناقصات في الشرف والمكانة الاجتماعية! ولعل لا أحد يتساءل كثيرا عن كثير من الأوضاع القائمة والمسلمات السخيفة التي يتبناها الناس ويدافعون عنها إلا عندما يصبح ضحية لها.

    تفرغت نادية لقراءة القرآن وحفظه إلى جانب تركيزها على الدراسة التي ساعدتها على الحصول على عمل جيد. نصحها البعض بأن تسافر وتستقر في بلدة أخرى لا يعرفها فيها أحد علها تستطيع الزواج ،لكنها أصرت على البقاء في مدينتها بالقرب من والديها فإذا كان الزواج  سوف يرغمها على تغيير جلدها والتنكر لأصلها والخوف الدائم من حادث عابر لم يكن لها أي ذنب فيه فهي ليست في حاجة إليه.

 

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here