كل المدن حُبلى بالصراخ،
تحضن أهرام الخوف بين ذراعيها،
و العابرون بحقائب أحلامنا
تخذُلهم أيديهم..
ها هنا نقيس مسافات الأرصفة،
نقتفي أثر المهرولين بأحذية الحرير،
يكسرون أجراس الإنذار والمصابيح الكاشفة.
يخاتلون ظلالهم
كسارق لبيب عارفٍ بمَخابئِ الشمس
تحت السحاب المُنتظر.
نحن هاهنا كجسر الزمن
نمد أنفاسنا بين الرائح والمقبِل فلا من مُجيب.
نعانق ضالتنا المخبوءَةَ بين الضلوع
مخافة الرقابة الشامتة.
وكلما اشتد الظلام
أوقدنا مصابيح عيون الصمت
لنرسم تدوينة الجريمة
ومحاضر السارقين لحقائب الأحلام .
نرسم بصماتهم و وعودهم الكاذبة،
ذات خِطابٍ بأقنعتهم وأبواقهِم والمنابر.
ككائنات نبيلة
في جوقة الجياع وأطفال الحي الحالمين
بالدواءِ والرغيفِ وبعض كرامة
فُضَّت بَكَارَتُهَا في صَحْوَةِ شمس..
