ماذا سيجني المغرب من فتح معبر بري جديد مع موريتانيا ؟

0
207

 

يتجه المغرب إلى تعزيز منافذه إلى عمق القارة الإفريقية عبر فتح شريان حدودي جديد، من خلال إنشاء خط ربط بري بينه وبين موريتانيا انطلاقا من مدينة السمارة وصولا إلى مدينة الزويرات الموريتانية.

وبقدر ما يشكل التفكير في هذه الخطوة تقدما ملحوظا وتمددا مجاليا جديدا للمغرب، لبسط السيطرة على المناطق المغربية الحدودية العازلة مع موريتانيا والجزائر، بقدر ما يشكل تحديا أمنيا وعسكريا كبيرين في تأمينه، نظرا لقربه الكبير من مناطق عبور عناصر جبهة البوليساريو، إضافة إلى أن هذه المنطقة شهدت، في سبعينيات القرن الماضي، مناوشات بين الجيش المغربي وعناصر مسلحة من جبهة البوليساريو.

 

ويرى المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية، عصام العروسي، أن “المغرب بعد تأمينه لمعبر الكركرات أصبح الهاجس المشترك بينه وبين موريتانيا هو تأمين المنطقة الشرقية، خاصة أن موريتانيا تعتبرها منطقة عسكرية وأمنية وتقوم في هذا الإطار بالتنسيق مع المغرب لتأمينها وفتح معبر بري”.

وأوضح العروسي، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن الهدف “الاستراتيجي الثاني، هو تأمين منطقة وركزيز، حيث سيحقق العديد من الأهداف الاستراتيجية أهمها الهاجس الجيوسياسي ومحاولة التعاون الأمني مع موريتانيا، إذ أن المغرب يحاول أن يعطي إشارة على وجود تنسيق أمني مع موريتانيا خصوصا في هذه المنطقة التي تعتبر منطقة هشة، ويحاول المغرب أن يسيطر عليها حتى لا تقوم البوليساريو بضربات استباقية في هذه الجهة”.

 

وأكد على أن “المؤشرات الحالية تؤكد أن الصراع العسكري ما بعد تأمين منطقة الكركرات سينتقل إلى هذه المنطقة الحدودية في الجهة الشرقية في الحدود مع موريتانيا”.

وشدد العروسي على أن “الزويرات من أهم المدن الموريتانية، وجعلها منطقة عسكرية خالية، يدل على أن موريتانيا تستوعب هذه الرسالة من قبل المغرب، وربما سنشهد تحرشات جديدة من قبل جبهة البوليساريو مدعومة بالجزائر، إذ أن المغرب يحاول من الناحية الجيوسياسية تغطية هذه المنطقة، ومن الناحية العسكرية يعد فتح هذا المعبر تقدما وضربة استباقية”.

 

ولفت المتخصص في العلاقات الدولية نفسه الانتباه إلى أن “فتح هذا المعبر الجديد له منافع اقتصادية، إذ سينضاف إلى معبر الكركرات، وسيشكل معبر الزويرات نقطة أساسية في تنشيط عجلة الاقتصاد في المنطقة، وأيضا لإعطاء إشارة بأنه لا يوجد أي مشكل في المنطقة، ولا يوجد أي تواجد عسكري من غير القوات الملكية المسلحة، التي أعطت درسا بليغا للجزائر وصنيعتها البوليساريو من خلال أحداث الكركرات”؛ مؤكدا على أن “المغرب سينهج نفس سيناريو الكركرات، ويتجه لتحقيق هذا الفوز في ملف الصحراء المغربية”.

 

بالتالي فإن هذا سيشكل اتنصارا جيوسياسيا جديدا، وانتصارا عسكريا مغربيا جديدا في محاولة نسف كل المناوشات التي تقوم بها البوليساريو على هذا الصعيد، وحتى من الناحية الاقتصادية، فوجود معبرين على الحدود الموريتانية سيتيح العديد من المعاملات”.

وأردف العروسي أن لهذا المعبر الجديد أهمية أمنية أيضا، من خلال محاربة الجماعات الإرهابية خاصة أن المغرب دخل في هذه الشراكات مع الولايات المتحدة الأمريكية، عسكرية واقتصادية، ترجع إلى سنة 2015، علاوة على شراكات مع دول أخرى بالاتحاد الأوربي.

 

موردا أن المغرب يطلق إشارات قوية على أنه سيعمل على تأمين هذه الجهة، وهي ورقة يستعملها المغرب لإنجاح كل مخططاته فيما يتعلق بالصحراء المغربية، حتى يفرغ كل طموحات البوليساريو، ويبقي على منفذ واحد هو مبادرة الحكم الذاتي، وأي احتمال لنقاش سياسي مستقبلي تحت مظلة الأمم المتحدة، رغم أن هذا الاحتمال أصبح ضعيفا نسبيا لأن الأمم المتحدة لم تستطع كسر هذا الجمود الذي ساد هذا الملف.

مشيرا إلى أن “المغرب يقوم بتنفيذ سياسة الأمر الوقع، بإحياء هذه الشراكات القوية وتأمين هذا المعبر المستقبلي، سيعتبر مدخلا أساسيا للمغرب لتحقيق كل هذه الأهداف، إذ أن المغرب يتمدد في إطار تحسين الخط الدفاعي إلى منطقة وركزيز على الحدود الموريتانية، وأظن أنه يحاول التمدد على بعد 50 كيلومترا من منطقة اتيفاريتي إلى أمكالة”.

 

واعتبر العروسي، في نهاية حديثه لـ”آشكاين”، أن “هذا التوسع مهم جدا، وذلك استكمالا لما حققه المغرب في منطقة الكركرات، ويدخل في إطار تحصين المناطق الحدودية، إضافة إلى القرب من الحدود الجزائرية بـثلاثة كيلومترات”.

مردفا أن “المغرب سيحاول سد جميع الثغرات على البوليساريو، إذ أن هذه المنطقة ليس مسموحا للبوليساريو العبور منها إلا بعد الموافقة الجزائرية، والمغرب باقترابه من هذا المكان سيتمكن من الكشف عن التنسيق بين الجبهة والجزائر، فإذا كان هناك تنسيق بينهما فستسمح القوات الجزائرية لعناصر البوليساريو بالمرور، وهو ما يعني أن هناك مواجهة مباشرة مع البلد الجار”.

_____________________

المصدر : أحمد الهيبة صمداني _ “آش كاين”.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here