يا وردةً تسقي ولا تُسقى
ألقى من الشوق الذي ألقى
سمعتُ لم أسمعْ سوى آهةٍ
ضجّتْ بها أضالعي شوقا
كنّا كموسى فهْيَ موسى إذا
شقّت فؤادي بالهوى شقّا
وحينما قست فما أنجدتْ
لمّا استغاثوا في دمي الغرقى
وكنتُ موسى منذ طغيانِها
ممدّدا في يمّها مُلقى
كم مرّةٍ أصنامُها أبصرتْ
وجدي ولكنْ لم تردْ نُطقا
أهوتْ فؤوس الحزن في عاشقٍ
وقالتِ الوردّة : متْ حرقا
ما عجبي أن نارها لم تكنْ
بردًا فلمْ أُرمَ ولم أُلقَ
لكنّما أعجبُ منها إذا
أوثقتِ الحبالَ كي أبقى
مقيّدًا بالعشقِ ممن أرى
ملامحي في جيدِها الأنقى
تزورني صبحًا بعينِ الذي
يشفقَ كم يرجو ليَ العتقا
وإن تزر في الليل سجّانتي
تزرْ لكي أظما ولا أُسقى