“اليائية” :
سَلَتْ ومَحَتْ لا قَرَّحَ الدَّهرُ ساليا***وإنْ قرَّحَتْ عَيْنِـــــــــي وأدْمَت فــــــؤاديا
أصون لها عهدا بألا أســوءها ***وأحفظ مكنـــــــــــــــونا من الوُدِّ صـــــــــافيا
وأحسنت ظني يعلمُ اللهُ ما بها***ووطّنت نفسِـــــــــــــــــــي يعلمُ اللهُ ما بيا
فيا عارضا من ذي رُدَيْنَةَ إنّني***علَـــــــــــى عارضٍ منها تعرّضْتُ بــــــــــاكيا
تجافت وما كانت تُرى ذات جفوة***وما كنت ذا جَفْــــــــــوٍ فأصبحت جـــــافيا
وما كنت ذا صَبْرٍ لذاك ولا رضا ***ولكنَّها الأيـــــــــــــــــــام مدّت حبـــــــــــاليا
سقـــى الله وجه الصبح ما شُبِّهت به***ولاح لها نــــورا وَمَثَّلَهَـــــــــــــــــا لِيَا
وألهمنـــــــــــــــي شعرا لأُنْشدهُ لها***وأروي على رِيٍّ مـن الحرفِ ظـــــاميا
شَعُرْتُ ولم تعْهدْنيَ النّاسُ شاعرا***وما كنت قبل السُّلو فـــي النّـاس راويا
وما كنت أشكـــــــــــــو شِدّة العَيْشِ قَبْلَه***وما كنت إلا راضيَ القلبِ راجيا
كنار الغضا قلبــــــــــــــي وحَرّتْ.شكاتُه***فيا ليتهُ القلب الــذي كـان راضيا
ويا ليتها الأشعارَ مَغْنًــــــــــــــى وقلّما***تنعّمتُ بالأشعارِ مَغْنًى وغـــــــانيا
ويا ليتهُ الصفْـــــــــــوّ الذي كان شاغلا***ويا ليتهُ القُرب الذي كـــــــان لاهيا
أُحَيِّيكَ ذا الوجه الكـــــــــــــــــريم فحيِّها ***وقد حدثتني النفس أن لا تـلاقيا
وفجّعنـــــــــــــــــــــــــــــــي نسيانها ما أعيده***وأذكرهُ ليلاً لمن باتَ ناسيا
وجهلي بأسبابٍ عَصِـــــــــــــــيٌ بُلُوْغُها***وقد تبلغُ الأسبابُ من ليس داريا
بخيرٍ وبالإحســــــــــــــــــــــان ذِكرٌ تودّه***وإن كدّر السُّلوانُ فيها القـــوافيا
فلله مفجـــــــــــــوعٌ ولله فاجع***وقد يُدرك المأمولَ من بــــــــــــات داعيا
______________
إعادة نشر.