قال الكاتب والمحلل السياسي والعسكري (الإسرائيلي) روني بيرغمان في مقال له بصحيفة «نيويورك تايمز»: إن إعلان التطبيع بين المغرب و(إسرائيل) يقف خلفه قرابة ستة عقود من التعاون السري الوثيق، في النواحي الاستخبارية والعسكرية. وأرجع الكاتب (الإسرائيلي) نشوء العلاقة مع المغرب، بفعل العدد الكبير لليهود هناك، قبل إعلان إسرائيل عام 1948م؛ حيث هاجر الكثير منهم إلى هناك، ويصل تعدادهم إلى مليون. وقال إن الملك سمح لليهود بالهجرة الجماعية من بلاده، وحصل على السلاح، وتمَّ تدريب المغاربة على استخدامه، وتزويدهم بتكنولوجيا مراقبة وخدمات تنظيم لجهاز المخابرات المغربي، وتبادل الاثنان المعلومات التي جمعها جواسيسهما.
ولفت الكاتب إلى أن اللحظة الحاسمة في التعاون كانت في العام 1966م، عندما سمح للموساد بالتنصت على غرف الاجتماعات والأجنحة الخاصة بالوفود المشاركة في القمة العربية، من قادة سياسيين وعسكريين، وهو ما وفَّر للموساد فرصة غير مسبوقة للاطلاع على التفكير والقدرات والخطط العربية، والتي تبيِّن أنها حيوية للاستخبارات والجيش في الاستعداد لحرب عام 1967م. ونقل عن الجنرال شلومو غازيت رئيس المخابرات العسكرية أن «هذه التسجيلات كانت حقا إنجازا استخباريا غير عادي، أثبت شعورنا بأن الجيش (الإسرائيلي) سينتصر في الحرب ضد مصر».
وبشأن المعارض بن بركة، وعقب وقت قصير من التجسس على القمة العربية، وبناء على طلب المخابرات المغربية استدرجه الموساد إلى باريس، واختطفه المغاربة والفرنسيون المتحالفون معهم، وتم تعذيبه حتى الموت، وبعد ذلك أخفى عملاء الموساد جثته. ولفت الكاتب إلى أنه وبعد عقود من الزمن بات الملك الحسن الثاني وحكومته القناة الخلفية بين (إسرائيل) ومصر لعقد اللقاءات السرية بين مسؤوليهما قبل اتفاقية كامب ديفيد عام 1973م، وساهمت (إسرائيل) بإقناع الولايات المتحدة بتقديم مساعدات عسكرية للمغرب.
وقال بيرغمان إن المخابرات المغربية انضمت لخطة الموساد الفاشلة من أجل تجنيد سكرتير أسامة بن لادن، من أجل قتل زعيم القاعدة. وشدد الكاتب على أن الملك الحالي سعى على مدار سنوات، للحصول على مساعدة (إسرائيلية) في كسب قبول أمريكي لضم بلاده للصحراء، والذي أثمر أخيرا. ولفت إلى أنه في بعض الأحيان، كان يحضر هذه الاجتماعات ياسين المنصوري، رئيس وكالة المخابرات الخارجية المغربية الذي التقى بدوره مع نظيره (الإسرائيلي) يوسي كوهين رئيس الموساد؛ حيث أجرى بعض المفاوضات التي أدت إلى اتفاق تطبيع العلاقات.
ولم يصدر عن الجانب المغربي حتى الآن رد على هذه المزاعم تأكيدا أو نفيا.