قررت ابتدائية تطوان، الثلاثاء، إرجاء النظر، إلى الأسبوع المقبل، في حق أربعة شبان متابعين على خلفية “احتجاجات الفنيدق”، التي شهدتها المدينة الحدودية، الجمعة الماضي، للمطالبة بإيجاد بديل اقتصادي لممتهني التهريب المعيشي عقب تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية.
ويأتي قرار المحكمة، خلال الجلسة الأولى، في حق هؤلاء الشبان الأربعة المتابعين في حالة اعتقال، وهم ياسين رازين ورضى العفاقي ونور الدين الهيشو اسحقو ومحمد الهيشو مكدار، بتهم رشق القوات العمومية والمشاركة في وقفة احتجاجية “غير مرخصة” وخرق حالة الطوارئ الصحية.
ووفق أحد المحامين من هيئة الدفاع عن الشبان الأربعة، فإن المحكمة رفضت السراح المؤقت للموقوفين على خلفية هذه الأحداث، مؤكدا رفض هيئة المحكمة كذلك انعقاد الجلسة حضوريا ضمانا لشروط وظروف المحاكمة العادلة.
وتم إرجاء النظر في الملف، الذي يتابع فيه تلميذ في سلك الباكالوريا وطالب جامعي في كلية الحقوق وشابان آخران، إلى يوم الثلاثاء المقبل، في وقت انتصب أزيد من 20 محاميا عن هيئة تطوان لمؤازرة المعتقلين الأربعة.
وفي هذا الصدد، دعا عمر الياسيني، فاعل جمعوي متتبع للشأن المحلي، إلى اعتماد منطق الحكمة والعقل والتعقل كإطار مبدئي للتعامل مع قضية المعتقلين والأخذ بعين الاعتبار الظروف المأساوية التي تعانيها عائلاتهم، وخصوصا في هذه الظروف التي تشهدها مدينة الفنيدق الغارقة في الاختناق الاقتصادي الذي أصبح يهدد السلم الاجتماعي، وفق تعبيره.
وطالب المتحدث ذاته بالاستعانة بمبدأ الحوار كحل لجميع الإشكالات المطروحة، مستحضرا وجود نصوص شرعية كثيرة تحث على الرفق وتحاشي العنف عند طلب الحقوق.
وأضاف الياسيني أن “لغة الحوار وأسلوب التفاوض سلاح فعال لا نجيد استعماله ولا طريقة استغلاله، ولا نفكر حتى في إمكانية تدريسه كمنهج تربوي وأخلاقي للخروج من دوامة القمع والعنف الذي يولد صراعات طبقية وفتنا، ويقسم الشعب إلى تيارات وحركات وطوائف، تكون عواقبها وخيمة على استقرار البلد وتوحيد الصف”، على حد قوله.