عُودِي إِلَيْه – الشاعر سمير الزيات

0
166

عُودِي إِلَيْه
ــــــــــــــ
عُودِي إِلَيْهِ ، فَقَدْ عَرَفْتُ صَوَابِي
وَسَئِمْتُ مِنْكِ الْحُبَّ يَطْرُقُ بَابِي
عُودِي إِلَيْهِ ، وَحَاذِرِي أَنْ تَرْجِعِي
أَوْ تَسْأَلِي يَوْمًا عُيُونِيَ مَا بِي
عُودِي إِلَيْهِ ، وَحَاذِرِي أَنْ تَسْمَعِي
أَنَّاتِ قَلْبِيَ ، أَوْ صُرَاخَ شَبَابِي
***
قَدْ كُنْتُ أَخْشَى مِنْ هَوَاكِ حَبِيبَتِي
فَسَأَلْتِ قَلْبِيَ أَنْ يَكُونَ حَبِيبا
وَرَأَيْتُ مِنْكِ الْحُبَّ يَمْلأُ مُهْجَتِي
بَيْنَ الجَوَانِحِ لَوْعَةً وَلَهِيبا
ذَابَتْ أَسَارِيرِي ، وَرُوحِيَ ، وَالْمُنَى
فَتَضَوَّعَتْ مِسْكاً إِلَيْكِ وَطِيبا
***
وَنَظَرْتُ فِي عَيْنَيْكِ أَرْقُبُ فِتْنَتِي
فَرَأَيْتُ نُورَ الْحُبِّ فِي عَيْنَيْكِ
وَدَنَوْتُ مِنْ شَفَتَيْكِ أَعْبَقُ عِطْرَهَا
فَإِذَا بِنَارِ الشَّوْقِ فِي شَفَتَيْكِ
وَتَشَوَّقَتْ مِنِّي وَمِنْكِ أَنَامِلٌ
فَتَشَابَكَتْ كَفَّايَ فِي كَفَّيْكِ
***
وَتَعَانَقَتْ دَقَّاتُ قَلْبَيْنَا مَعًا
وَتَسَابَقَتْ تَشْدُو لَنَا الأَشْعَارَا
لَحْنٌ تُغَنِّيهِ السَّمَاءُ لِحُبِّنَا
فَإِذَا الْمَلاَئِكُ تَعْزِفُ الأَوْتَارَا
حُلْمٌ جَمِيلٌ ضَمَّ رُوحَيْنَا إِذَا
سِرْنَا يَسِيرُ كَظِلِّنَا إِنْ سَارَا
***
وَتَجَمَّعَتْ كُلُّ الْمَعَانِي حَوْلَنَا
وَتَطَلَّعَتْ عَيْنَاكِ فِي عَيْنَيَّا
فَتَبَسَّمَتْ شَفَتَاكِ تَنْطِقُ بِالْهَوَى
وَتَزُفُّهُ بُشْرَى إِلَى شَفَتَيَّا
قَدَرٌ تَمَثَّلَ فِي هَوَاكِ حَبِيبَتِي
قَدْ جَاءَ يَحْكُمُ بِالشَّقَاءِ عَلَيَّا
***
قَلْبٌ تَفَجَّرَ بِالْحَيَاةِ وَقَدْ أَبَى
غَيْرَ الْحَيَاةِ مَكَانَةً وَمَكَانَا
قَدَرِي هُنَالِكَ أَنْ أَكُونَ حَبِيبَتِي
ذِكْرَى ، سَرَابًا ، أَوْ أَكُونَ دُخَانَا
يَا مُنْيَتِي ! ، أَنْتِ الَّتِي عَلَّمْتِنِي
مَعْنَى الْحَيَاةِ ، لَقَدْ فَهِمْتُ الآَنَا
***
عُودِي إِلَيْهِ ، لَعَلَّهُ عَرَفَ الْهَوَى
عَرَفَ الْحَيَاةَ ، وَصَالَحَ الأَيَّامَا
عُودِي كَمَا كُنْتِ ، وَكُونِي مِثْلَمَا
شَاءَ الزَّمَانُ ، وَدَمِّرِي الأَحْلاَمَا
وَتَذَكَّرِي ، أَنِّي هُنالِكَ قَابِعٌ
خَلْفَ الْهُمُومِ ، أُسَامِرُ الأَوْهَامَا

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here