القصائد التي تهاجر ألف مرة
قبل مواعيد الليل، تبيع للريح
أجنحتي، وتسكن كهوف البحر.
القصائد، صفات الرحيل،
لا اعرف في الطريق أثرا،
للكلمات المسافرة.
لكنني أعرف ظلي، تماما بروائح
الزنزلخت والعرق البحري،
أعرف ملح المفردات، ولو مريضة
بشمس الصحراء،
أعرفها كيف ولدت يتيمة في الحب،
وأعرف كيف لبست خلخال امرأتي
مبكرا قبل أن يسيل خيط الحناء،
ناي الزغاريد المقطعة على
خصرها.
ربما، هي لا تعرفني الآن، أو غيرت
نظارتيها الشمسيتين كي تجمع الضباب
في فمي اليابس،
ألمس نداي الطري في كحل الكلمات،
وأعتني كثيرا بالنسيان الحر،
عندما صنعت أول القصائد، اخترعت لي
حبلا من ضفائر القصبات،
واخترعت لكل امرأة نايا، وخمس أصابع
للخواتم،
اخترعتني شبحا لكل فجر في
الكحل، ودللته علي كاملا.
ربما القصائد، الآن هربت من سياج
القرنفل وامتهنت سيرة العمر الأخير
وأطالت صلاتها الليلية وانصرفت
إلى عش ملاك مل انتظاري الطويل.
أو ربما لم أعد قادرا على مسح عيني
من غبار لغتي، فانسحبت
من دورة الغناء المتعب.