سَتَعْشقُ برلينُ أطفاَلنَا
ونقولْ :
مؤامرةٌ
كي نزولْ
ومن ركبَ البحرَ ؟
نحنُ !!
فكيف نفلسفُ أقدارَنا
ونظنُّ
بأنَّ العواصِمَ تَحسدُنا؟
نحنُ منْ
لتمضغَ برلينُ أيامنَّا
وتُضَرّجَهَا بالِمَحنْ؟!!
ستأتي الخرافةُ
تحكي
بأنًّا
ضحيَّةُ هذا الَزَمنْ!!
ومن َركِبَ البحَر نحنُ !!
***
فَكيف نظنُّ؟
بأن الغيابَ يُسَدّدُ
فاتورةَ الليلِ
من دمنا فتئــنُّ
أساطيرُنا
في الحقولٌ
سَنَحبسُ أنفاسَنا
ونقولْ
مؤامرةٌ
كي نزولْ !
***
وفي ” الكامب ” يشكو
عجوزٌ
إلى السيّدِ الأشقرِ
الغرفةَ الباردهْ
يُكَسّرُ في فمهِ
أحرفَ اللٌّغة الجامدهْ
حقائبُه تتبسَّمُ للعابراتِ
فيذْكرُ أيَّامَه ويحنّْ
إلى وطن ٍ مطمئنّْ
***
يزورُ العيادةَ فجراً
بلا موعد سابقٍ
فيصيحُ الطبيبُ به
أنت منْ؟
فيخرجُ من جيبه هاتفاً
تتلعثمُ أزرارُه بيديه
أنا من هنا
ويشير إلى بلدٍ يسلُبُ
المتوسَّط أمواجَه
ويقولُ :
سمعتُ مظاهرةً قربَ بيتي
فخفتُ
وجهّزتُ عمري لذلّ الحدودْ
عبرتُ
وصوّبتُ خطوي إلى أنقرهْ
ولم أكترثْ بعدها بسلاحِ الجنودْ
ومن يصنعَ المجزرهْ
ولم أتساءلْ
إلى أين تمضي البلادُ
وجئتُ
إليكم
وجئنا
فمن ركب البحر نحن ُ
ومن ترك الأهل نحنُ
***
سيعشقنا أهلُكم
ونعدُّ الحساءَ لكم في المساءْ
سنهوى قلاعاً خريفيَّةً
أسلَمتْ روحَكم للفناءْ
سننسى الذين يغنّونَ
للحلم ِ
فوقَ المضاجعْ
ويحصونَ ملحَ القذائفِ ليلاً
فتبكي الأصابعْ
سننسى
ونحيا
ونبصركُم
لاهثينَ
بلا جسدٍ في الشتاء !
ونمضي بعيداً
ونمضي قريباً
نراهِنُ أنَّ السماءْ
ستمنـحـنا
في الغيومِ الوسامْ
وأنتمْ
ستحذِفُ برلينُ أسماءَكم
وتهيّؤنا
للسلامْ
ونحن
ستعشق برلينُ أطفالنا
ونقولُ :
مؤامرةٌ كي نزولْ
ومن ركب البحرَ ؟
نحن !