التقيتها في الشارع، كانت نظراتها إلي نظرات عاشقة، التقطت النظرة من سنين الخبرة، وبادلتها النظرة بمثلها، ككل بنات جنسها، خصوصا الجميلات منهن والهادئات، ومباشرة من الشارع عبر محل لشراء أغذية إلى البيت، وفي البيت مباشرة إلى غرفتي، لكن المفاجأة أنني أحضرت واحدة والأخرى ماتزال في الغرفة من الليلة الفائتة، بدأ الشرر يتطاير من عيني كل واحدة تجاه الأخرى، وبعد سجال بالألسنة بدأ سجال بالمخالب، وقفت بينهما وحاولت أن أشرح لهما أن القلب يستوعب من الأحبة مئة فكيف باثنتين فقط، لو زارتني إحداهما ليال أُخر لوجدت بالبيت من جنسهن الكثيرات، فشعاري في الحياة الواحدة منهن لا تكفي، وبالفعل هدأتا وتشاركتا سريري الدافئ، وما هي إلا لحظات حتى أعددت لهما الطعام وقدمته لهما في طبقين منفصلين، بينما انشغلت أنا بطبقي أتناول لقيمات يقمن صلبي قبل نوم يلح على عيني، أنهينا الطعام في وقت واحد، احتضنتهما معا وحملتهما إلى سريري، وضعت واحدة عن اليمين وأخرى عن شمالي، ونمت على صوت شخير هو لأذني أطرب لحن، فللقطط شخير لا يحس بلحنه غير محب مثلي.