Home Slider site مسؤول إسرائيلي: هكذا ولد الاعتراف بالصحراء “الغربية” – أحمد صقر
تحدث مسؤول إسرائيلي، عن أسباب مزعومة دفعت إدارة الرئيس الأمريكي المهزوم دونالد ترامب، إلى الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية -هكذا وردت في حديثه وليس الصحراء المغربية كما يفترض أن ينطقها خاصة بعد “تطبيع العلاقات مع المغرب-، وهي الخطوة التي تزامنت مع إعلان تطبيع الرباط علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح دوري غولد، وهو رئيس “المركز المقدسي للشؤون العامة والسياسية”، ومدير عام وزارة الخارجية وسفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة سابقا، أن “العالم العربي يبذل جهودا جبارة لتثبيت الاعتراف بشرعية زعمائه، والعديد من الدول العربية اختارت مسار الإيديولوجيا السياسية مستخدمة أساليب القوة وتثبيت عقائد عربية اشتراكية، إلى جانب حفظ حماسة المقاومة لوجود إسرائيل، وهذا الصراع ضد إسرائيل هو الذي منح الزعماء مصدرا آخر للشرعية كانوا يحتاجونه لتثبيت حكمهم”.
وأضاف في مقال لصحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية: “بضعة سياسيين عرب اخترقوا هذا الفكر وتوصلوا للتطبيع مع إسرائيل، منهم الرئيس المصري محمد السادات والملك الحسين، وانضم إلى هذا الميل الملك حمد بن عيسى آل خليفة من البحرين ومحمد بن زايد من الإمارات”، لافتا أن “التطبيع مع إسرائيل، ليس استراتيجية عديمة المخاطر، وبعض من خصوم هؤلاء الزعماء هددوا حياتهم”.
كما انضم مؤخرا، محمد السادس ملك المغرب وأعلن التطبيع مع تل أبيب، وينطوي هذا الإعلان بحسب غولد “على مخاطر لا بأس بها للمغرب؛ فالتحديات الأمنية التي تقف أمام المغرب تكمن في “الصحراء الغربية”، التي يدور حولها صراع بين المغرب وجبهة البوليساريو”.
وزعم أن “قوات البوليساريو، المدعومة من الجزائر ومؤخرا من إيران تهدد الوحدة الإقليمية للمغرب ذاتها”، منوها أنه “في 2018 عرض المغرب وثائق إيرانية رسمية، تثبت قيام طهران بتسليح وتدريب البوليساريو بمساعدة حزب الله، وضمن أمور أخرى، تلقى عناصر البوليساريو صواريخ كتف ضد الطائرات، مثل “سام 9″ و”سام 11”.
وتابع: “نتيجة لذلك قطع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إيران”، زاعما أن “إيران استخدمت سفاراتها في الجزائر لتوثيق العلاقات مع البوليساريو، إضافة لنمط عمل مشابه ميز الإيرانيين في إفريقيا، لغرض التسلل للقارة عبر الدعم العسكري لحلفاء محتملين”.
وذكر المسؤول، أنه “في النصف الثاني من 2019 وصلت إلى الأمم المتحدة صور سلاح قيد استخدام جيش خليفة حفتر في ليبيا، بما في ذلك صواريخ موجهة مضادة للدبابات أنتجت كما قدر في إيران، كما عملت إيران على تشيع السنة الأفارقة”.
وتساءل: “ما العمل؟”، مضيفا: “لا يدور الحديث عن خطوات مثل نقل طائرات قتالية لشمال إفريقيا، ولكن بالتأكيد يمكن إحباط التطلعات السياسية لجبهة البوليساريو التي فقدت في السنة الأخيرة الدعم الذي كانت تتلقاه من الاتحاد الإفريقي”.
وقال: “وهكذا نضج الوقت لخطوة أمريكية بالنسبة للصحراء الغربية، وبعد أن انتشرت قوات إيرانية في سوريا، اعترفت واشنطن في 2019 بسيادة إسرائيل في هضبة الجولان، وبعد أن قررت البوليساريو التعاون مع إيران، كانت الخطوة المنطقية هي اعتراف مشابه بسيادة المغرب على الصحراء -الغربية-“، بحسب زعمه.
ورأى غولد، أن توقيت اعتراف إدارة ترامب بصلة المغرب بالصحراء الغربية، “ينقل رسالة هامة أخرى إلى آذان محافل أخرى مشاركة في الموضوع، وبهذه الطريقة عملت الولايات المتحدة على تثبيت “اعتدال الدول” في كل المنطقة وهز “المحور المتطرف”، وهكذا ولد الاعتراف بالصحراء الغربية”.
وأكد أن “الصلة بين مساعي إسرائيل والمغرب للتطبيع، وبين الوضع السائد في الصحراء الغربية واضحة، وعندما تنطلق الأصوات بشكل واضح وجلي في الدول العربية، يصبح التطبيع واقعا أمام عيوننا، ولكن في حال واصلت إيران تطلعاتها التوسعية دون عراقيل، من شأن التطبيع أن يقتل في مهده”، معتبرا أن “تصميم الولايات المتحدة وحلفائها هو المفتاح لعصر جديد في الشرق الأوسط”.