من ليلتين ِ وأنتِ وسواسي
مذ كنتِ وحدكِ كلَّ جُلاسي
سامرتني والأرض ُ واقفة ٌ
وذهبت ِوهي تدور ُ في راسي
ربَّ احتراقٍ كنتِ أوَّلَهُ
لم ينجُ منه غيرُ إحساسي
رنت خلاخيلٌ على أثري
وكأنها رنَّت لإيناسي
وأنا المسافرُ ليس لي بلدٌ
حتى أكسِّرَ وجهَه القاسي
تلك القطاراتُ التي ازدحمت
لم تخلُ من فردٍ من الناسِ
يبلو حضاراتٍ بكاملها
حُفَّت بأعداءٍ وحرَّاسِ
ويرى الأماكن كلما ارتفعت
مثلَ الحَبابِ بحافةِ الكاسِ
لم يبدُ كالغرباءِ مندهشاً
وهو الغريبُ بكلِّ مقياسِ
سألتْهُ عيناك ارتقابَ غدٍ
فأقام بين الوعدِ والياسِ..