قلت لصديقي “حَسَن”
ألا تفتقدُ الوطن!؟
ألا يعتصر قلبك الحنين؟!
بعضٌ من الشوق،
بعضٌ من شَجَنْ؟!
تلك القسمات
حُزمةُ الذكريات..
تلك التي،
ولو سُقما و شوكاً
تُلْثَمُ و تُحتضن؟!
أجاب “حَسَن”
الوطن!؟
لم يكن يوما نشيداً يُلقّنُ
و لا حُبّا بالعروق يُحقن..
الوطنُ مدرسةٌ،
مشفى و مسكن
قاضٍ مُنصف
حاكمٌ وطنيٌّ مؤتمن
الوطن؟!
لم يكن يوما
عُمْرَ أسيرٍ
ضاع بلا ثمن
دمَ وطنيٍّ أصيلٍ
أقصى ما يملك
قبرٌ و كفن
حُلمَ عاطلٍ بفتاتٍ خبزٍ
و فوق رأسهِ
عصٍيُّ تُدوزَن
طنينٌ بالأذن!
أيُّ وطن؟!
و الخزائن تُنهبُ بالسرّ و العلن
أيُّ وطن؟!
حين يُخْصى الفكر
و يزدهر الرُّخص و هزُّ البدن
غافلت عينيه دمعةٌ،
الوطنٌ سليبٌ مرتهن
داءُهُ الفسادُ
جسدٌ عليلٌ
كيانٌ مُسَرطَن
تكالبت عليه الضّباعُ
و أنهكته المحن
لكن بقلبي
سيظلُ حقلَ سوسن
بذورٌ تحملها الريح،
القلب كالحقلِ
في البذرِ و الحبٌِ
لا يُستَأذن!