ﺻﺪﺭت ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺍلعقيلي ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺷﻌﺮﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ : ”ﻳﻀﺮﻓﺎﻥ ﻳﻤﺰﻭﺭﺍ/ ﺃﻭﻟﻰ ﺍﻷﺧﺎﺩﻳﺪ»، ﺿﻤﻦ ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺭﺍﺑﻄﺔ ﺗﻴﺮﺍ ﻭﻟﻮﺣﺔ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﻟﻠﻔﻨﺎﻥ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻲ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺍﻟﺒﺎﺯ ﻭﻫﻲ ﻣﺴﺘﻮﺣﺎﺓ ﻣﻦ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺗﻴﻤﻴﺘﺎﺭ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ ﺻﺪﻗﻲ ﺍﻭﺍﻳﻜﻮ ﻗﺼﻴﺪﺓ ”ﺍﻭﺍﻝ ﻳﻨﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻣﺎﺯﻳﻎ ﺍﻭﺭﺗﻦ ﻳﺮﻱ ﻳﺎﻥ” .
ﺗﺤﺘﻮﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺍﺛﻨﺘﻲ ﻋﺸﺮ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺷﻌﺮﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﺍﻟﻄﻮﻝ، ﻓﻜﺮﺗﻬﺎ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺗﺘﻤﺤﻮﺭ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻪ ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ ﺣﺠﺮﺓ ﻋﺜﺮﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻄﻤﻮﺣﺎﺕ ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﻲ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻄﻤﻮﺡ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮﺍﺏ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺓ « ﺍﺳﻴﻜﻞ / ﺍﻟﺒﺤﺚ »، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻄﺪﻡ ﺑﺎﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻟﻲ ﻭﺟﻨﻮﻥ ﺍﻟﻌﻈﻤﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻷﺧﺮ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺓ « ﺍﺩﻭﺭ / ﺍﻟﺸﺮﻑ»، ﻭﻳﺴﺎﻓﺮ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺓ ”ﺍﻣﻮﺩﻭ ﻍ ﺗﻤﻜﺘﻴﺖ” ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺠﺪ ﺇﻻ ﺍﻟﻘﻬﺮ ﻭﺍﻟﺒﺆﺱ، ﻓﻴﻌﻮﺩ ﻟﻴﻌﻴﺶ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺮﻳﺮ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺓ “ﺍﺳﻤﻀﻞ ﻍ ﻭﻣﺎﻥ/ ﻗﺒﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺀ”، ﺣﻴﺚ ﻣﺌﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮ ﺳﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﺍﺭﺏ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﻔﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻳﻤﻮﺗﻮﻥ ﻏﺮﻗﺎ، ﻭﻟﻴﺘﻌﺮﻑ ﻋﻦ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﺇﺧﻮﺓ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺓ ”ﺍﻳﺘﻤﺎ/ ﺍﺧﻮﺗﻲ”، ﺛﻢ ﻳﻌﺘﺰ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺓ “ﻛﻴﻎ/ ﺍﺻﺒﺤﺖ”، ﻓﻴﺘﺮﻙ ﺍﻟﻌﻨﺎﻥ ﻟﺴﺮﺩ ﻣﺸﺎﻛﻠﻪ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺮﺽ ﻣﺴﻴﺮﺗﻪ ﻭﺳﺮﻗﺔ ﺃﻣﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﻗﺼﺎﺋﺪ “ﻳﻜﻠﻴﻦ/ ﻣﺴﻜﻴﻦ” ﻭ”ﻳﻤﺠﻠﻲ /ﺍﻟﺘﺎﺋﻪ” ﻭ”ﺗﺎﻛﻨﺪﺍﻭﺕ”، ﻓﻴﺘﺼﺎﺭﻉ ﻣﻊ ﻭﺍﻗﻌﻪ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﺍﻟﺮﺍﻓﺾ ﻟﻠﺘﻐﻴﺮ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺜﻠﻪ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺑﺄﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺓ “ﺗﺎﺑﻼﺿﺖ/ ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ” ﺩﻭﻥ ﻧﻜﺮﺍﻥ ﺟﻤﻴﻞ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻭﻋﻘﻮﻗﻬﻢ، ﺑﻞ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻬﻢ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺓ “ﻳﻤﺎﺭﺍﻭﻥ ﻳﻨﻮ/ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻧﺠﺒﻮﻧﻲ”، ﻭﻟﻢ ﻳﻨس ﺃﻫﻢ ﺗﻴﻤﺔ ﺗﺸﻐﻞ ﺑﺎﻝ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻐﺰﻝ ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺓ “ﺗﻴﻨﻮ/ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ” .
ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﺘﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ﻓﺎﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﻨﺘﻘﻰ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺒﺮﺓ ﻭﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﺒﻠﻴﻐﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﻲ ﺑﺎﻟﻐﺮﺽ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ، ﻟﻴﻨﺴﺞ ﻟﻐﺔ ﺷﻌﺮﻳﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻭﺗﺤﺪﺙ ﻗﻄﻴﻌﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻮﺍﻟﺐ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺍﻟﺸﻔﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ، ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺗﻌﺮﻑ ﺗﺠﺎﻧﺴﺎ ﻛﻠﻴﺎ ﺑﻴﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻬﺎ ﺭﻏﻢ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻭﺗﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻤﻮﺿﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻤﻨﻊ ﻓﺮﺍﺩﺓ ﻛﻞ ﻧﺺ ﺑﺨﺼﻮﺻﻴﺘﻪ ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺰﺓ، ﻣﻤﺎ ﻳﻐﺮﻱ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﺑﺎﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ. ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺼﻔﺢ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻓﺎﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﺴﺘﻬﺪﻑ ﺟﻤﻬﻮﺭﺍ ﻣﺜﻘﻔﺎ ﻣﺘﻤﻜﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍلأﻣﺎﺯﻳﻐﻴﺔ ﻧﻈﺮﺍ ﻻﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﻟﻠﻐﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ ﻭﺗﻮظيفه لكلمات ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺠﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﺎﻧﺤﺎ ﻟﻘﺼﺎﺋﺪﻩ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺃﺻﺎﻟﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻫﺎﻡ ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﻣﺸﺎﻛﻠﻪ ﻭﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻪ، ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻞ ﻧﺺ ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻟﻪ ﻣﻴﺰﺗﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ .