حوار مع الدكتور وليد سرحان استشاري الطب النفسي حول الشّخصيّة النّرجسيّة :
النّرجسيّة؛ هي الإعجاب بالذّات، وخاصة من ناحية الجسد والمظهر، يقال بأنّ وسائل الاتّصال الاجتماعيّة ساعدت على انتشار هذه الشخصية بشكل أوسع.
إذا كانت صفات هذه الشّخصية لا تؤذي أحدًا فهي شخصية مقبولة، أما إذا أصبحت تؤذي المحيطين فهنا سوف تدخل تحت إطار اضطراب الشخصيّة النّرجسيّة، وعندها يجب تدخّل الطّب النفسي.
قيلت الكثير من العبارات الّتي تحذر من الزواج بالشخصية النرجسية.
حتى نلم بالموضوع من الناحية النفسية بشكل أوضح كان هذا اللقاء مع الدكتور وليد سرحان استشاري الطب النفسي بالأردن :
1. كيف تعرف الشخصية النرجسية، ومتى يمكن أن تصبح هذه الشخصية مرضية ؟
تتدرج من وجود بعض السمات النرجسية البسيطة إلى صفات نرجسية أكثر وبالتالي أشد، وللتعريف يمكن أن نقول شخصية نرجسية أو اضطراب الشخصية النرجسية، حيث تكون السمات قليلة في العدد والحدة، وإذا اشتدت أصبحت اضطراب الشخصية النرجسية.
2. هل هناك صفات مشتركة بين الشخصيات النرجسية يمكن ملاحظتها ؟
يقبل أصحاب هذه الشخصية على تضخيم الذات، والرغبة في الكثير من الانتباه من الناس، فيما يغضبون من حولهم، وقد يبذلون جهدًا للمحافظة على العلاقات، ولكن يستمرون بوضع أنفسهم أولا دائماً، ويعتقدون أنهم دائماً يعرفون الطريقة الصحيحة، يفكرون بأنفسهم معظم الوقت ويتحدثون عن أنفسهم كثيراً، يتشوقون للانتباه والإعجاب، يبالغون في قدراتهم وما حققوه في حياتهم ويعتقدون أنهم مميزون، لديهم أهداف غير منظمة، ولديهم تقلبات واسعة في المزاج، ولا يستطيعون اخذ مشاعر الآخرين بجدية، يسعون للنجاح مهما كلف الأمر، يميلون للخيال الواسع جدا في النجاح الهائل والمال والسلطة.
3. البيئة لها دور في تشكيل شخصية الإنسان، هل لها دورها أيضًا في صنع الشخصية النرجسية ؟
بالتأكيد البيئة لها دور هام، كما أن للوراثة دور، وكذلك للدوائر العصبية دور.
4. هل تنتشر هذه الشخصية في فئة عمرية معينة؟ وهل للعمر دور في ذلك ؟
في الواقع مثل هذه الاضطرابات في الشخصية تتضح بعد الثامنة عشرة من العمر وتستمر مدى الحياة.
5. دوماً نسمع تحذيرا من الزواج من الشخصية النرجسية، هل هناك صحة في ذلك أم أن ذلك ظلماً لهذه الشخصية ؟
في العلاقات القريبة من هذه الشخصية، سريعا ما تنزعج هذه الشخصية وتكون ردود فعلها مبالغ فيها ولا تتقبل النقد، ونجد لها أعذارا لأي خطأ، وترفض أخذ المسؤولية وتحاول التلاعب بالآخرين، لديها فرط التنافس، يترافقون أصحابها فقط مع من هم في مستواهم، ردود فعلهم فيها غضب، ويقصدون إهانة الآخرين، وهم مهملون عاطفيا لغيرهم، ولا يصغون لأحد، ويقاطعون كل حديث. وهذا يجعل علاقة الزواج صعبة جداً.
6. عندما تصل الشخصية النرجسية آلى حد الاضطراب النفسي هل يمكن علاجها ؟
من الصعب جداً علاجها، فالأساس في العلاج أن تعترف بعيوبها في الشخصية وتعمل بجد حتى تغيرها، ولكن بالعادة ما أن يركز المعالج على أي من عيوبها، سرعان ما تغضب وتعتبر هذا إهانة وتغادر العلاج.
7. هل تلعب الأسرة دورا في تنشئة هذه الشخصية؟ وكيف يمكن تجنب نشأتها ؟
نعم الأسرة لها دور في زيادة سمات الشخصية أو تحفيزها، فالمدح المستمر للطفل والمراهق، وقبول رغبة في تمييز نفسه تساعد في تكون الشخصية.
8. هل هناك علاج لاضطراب الشخصية النرجسية ؟
للأسف لا يتوفر إلا العلاج النفسي والذي نادراً ما يتعاطى معه أصحاب هذه الشخصية.
9. يقال أن وسائل الاتصال الاجتماعية لها دور في تواجد هذه الشخصية. هل هناك صحة في هذا القول، وكيف يكون ذلك ؟
الشخصية النرجسية موجودة عبر التاريخ البشري، ويمكن القول إن وسائل التواصل الاجتماعي لها أثر على سلوك وشخصية الإنسان المعاصر، ولكن لا تعتبر هي السبب.
10. هل تلعب العوامل الوراثية دورها في تواجد الشخصية النرجسية ؟
نعم العوامل الوراثية تلعب دورا هاما في تكوين الشخصية، وهذه الشخصية بالذات.
11. يقال أن الشخصية النرجسية لا يمكن أن تكتشف أنها ضمن هذه الشخصية؟ كيف يمكن التعرف على ذلك خاصة إذا وصلت حالتها لوجوب تدخل العلاج النفسي؟
على الأغلب هو يدرك سمات شخصيته، ومعجب بها، ولا يرى فيها ما يستدعي التعديل والعلاج، ويعتبر أنه من الطبيعي أن يعجب به الناس ويمدحوه، ونادرا ما يطلبون العلاج، وإن فعلوا فإنهم يختلفون مع المعالجين الخبراء، ومن النادر أن ينجح العلاج النفسي معهم.
12. كيف يمكن التعامل مع الشخصية النرجسية المضطربة، خاصة إذا كان أحد أفراد العائلة أو من الذين يفرض علينا التعامل معهم ؟
هناك أسلوبان للتعامل: إمّا الصّدام المستمر معهم وهو متعب وغير مجدي، أو الإهمال النسبي وإعطائهم بعض المديح أحياناً.
