يوميّاتي مع كورونا في شيكاغو “50” __ هناء عبيد

0
261

يوميّاتي مع كورونا في شيكاغو
اختفاء كورونا
٥٠

أنتظر اختفاء كورونا البشعة، كما أنتظر أن أكتب يوميّاتي بعنوانٍ أكثر جمالًا؛ كورونا؛ مفردة ارتبطت بالمرض والموت والبطالة والاكتئاب في معظم أرجاء العالم، أصبحنا نربطها بالشؤم لا شعوريًّا. الأبحاث الصحيّة العالميّة لا تشير بأنّ الوباء سيرحل قريبًا، بل يقول بعضها أن الفيروس سيزورنا كلّ موسم كما تفعل الإنفلونزا، ممّا يؤكّد ضرورة وجود عقار لكبح جماح ضرر هذا الفيروس اللعين.
يبدو أنّ عنوان يوميّاتي سيرتبط بكورونا طويلًا، لهذا سأكتفي بهذا القدر من يوميّاتي مع كورونا في شيكاغو، وستكون بعدها يومياتي في شيكاغو، فيوميّاتنا مهما لوّنها سخام كورونا بالسّواد لا بدّ وأن تنتفض يوما وتغتسل لتتلوّن ببياض فستان زفاف عروس يانعة.
حاولت اليوم أن يسير يومي كما دائمًا فقد تعوّدت المشي اليومّي بين أشجار الغابات، وتعوّدت الأزهار البرّية وصوت العصافير في محاولة للتّخفيف من ملل تشابه الأيّام، لكن حرارة اليوم لم تسعف جدول برنامجي اليوميّ المتواضع، كذلك التواء في القدم منعني من الحركة بسهولة؛ عوضّت ذلك في تصفّح أكبر عدد من صفحات أصدقاء الفيس بوك؛ الوضع بشكل عام كئيب، الغالبيّة تشكو من الملل، ويشكرون مارك زوكربيرج على نعمة العالم الأزرق الّذي أتاح لنا الانعتاق من سجن كورونا الإجباريّ.
عوالم صديقنا الأزرق يبيّن أنّ حالنا واحد سواء كنّا في الشّرق أم الغرب، الأوضاع توحدّت بصورتها العامّة، يضاف إليها أوجاع بلادنا العربيّة الّتي لا تنتهي، احتلال، ظلم، بطالة، صراعات طائفيّة.

أستجدي السّماء قليلًا، فلعلّها تنشر بعض الغيمات لتخفّف قساوة الشّمس في محاولة للهرب من أوضاعنا الّتي لا تحرّك ساكنّا، لكنّ السّماء تغلق ذراعيها منعًا لإكرامنا بقليل من ظلّ، يبدو أنّ بشاعة الأرض قد تسلّلت إليها فعاقبتنا بتمهيد طريق شعاعات الشّمس الحارقة لتصل إلينا.
لا تختلف أخبار شيكاغو عن أخبار بلادنا، قناة السي إن إن تقبّح أعمال الرّئيس ترامب، وتمجّد في منافسه الديمقراطيّ بايدن، الإعلام بدأ بالمبارزة كل يحاول أن يكسب المعركة قبل فوات الأوان، لعبة كورونا مفرودة على طاولة التّحديّات أيضًا.
من سينتصر؟! لا ندري!
الأهمّ من ذلك متى ستنتهي كورونا؟!
ما زلت أكرّر، غدًا أجمل بإذن الله.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here