يوميّاتي مع كورونا في شيكاغو “45” __ هناء عبيد

0
256

يوميّاتي مع كورونا في شيكاغو
بين القراءة وعدمها
٤٥

توقّفت أسبوعًا عن قراءة أخبار كورونا، نسيت وجود هذا الوباء، الكلمات حين تقترب من العين تأخذنا إلى الحدث وإن كانت كاذبة، عدتّ ثانية ألى متابعة كورونا وليتني لم أعد، الخبر الأوّل الّذي فاجأني، هو وفاة زميل قلم بوباء كورونا، كان من ضمن مجموعة من الكتّاب قمت بمقابلتهم في شمال شيكاغو، بغرض تدشين فرع لندوة اليوم السّابع في القدس، بحضور الأديب المقدسيّ وأحد مؤسّسي النّدوة الأستاذ الفاضل جميل السّلحوت. الخبر الثّاني يقول: أنّ هناك فيروسًا أشدّ فتكًا في طريقه إلى الانتشار، وقد يشكّل خطرًا كبيرًا على البشريّة.
كورونا لم تذهب بعد، وكلّ يوم أفجع بموت صديقٍ على صفحات الفيس بوك، ما زال هناك البعض ممّن يعتقدون أنّ كورونا كذبة، رغم أنّها حقيقة واضحة جليّة للعيان، لكن هذا لا يمنع أنّ بعض المستشفيات تبالغ في عدد أرقام الموتى بوباء كورونا، فكلّ وفاة يربطونها بكورونا، حتّى يستمرّ دعم الولايات، فكلّما زادت أعداد وفيّات كورونا زاد الدّعم الماديّ.

لو حقّ لي النّصح، سأقول: التزموا بالكمّامات والزموا بيوتكم قدر الإمكان، أعداد الإصابات في تزايد مستمرّ، وكلّ لقاحات كورونا لم تأخذ الموافقة النّهائيّة بعد.

بعض الولايات في أمريكا أعادت التّفكير في إعادة فتح أبواب الاقتصاد، وتطالب الآن بالحجر الصّحيّ مرّة أخرى، خاصّة في تلك الولايات الّتي تتزايد فيها الإصابات بكثافة ملحوظة، مثال ولاية فلوريدا وكاليفورنيا وتكساس.

في شيكاغو، أشادت اليوم العمدة؛ لوري لايت فوت بالتزام سّكان شيكاغو بالتّعليمات، الّذي أدّى بدوره إلى انخفاض ملحوظ في عدد الإصابات.
أعود للقراءة بعيدًا عن كورونا، لكنّ كورونا ثقيلة دمّ، فهي تحوم في صفحات الأصدقاء ومقالاتهم، أغلق صفحات التّواصل الاجتماعيّ وأعيش سعادة بين عالم الزّراعة والألوان المبهجة مع ملاحظة أنّني لست ممّن يأكلون البسكويت عند انعدام الخبز، فالحياة أصعب بكثير من تقليب حقيقتها بين لحظة وأخرى، لكن قد تكون الألوان والبهجة ضمن تطبيق إلكترونيّ، أو ضمّة بقدونس مكدّسة في الثّلاجة.
العالم ينتظر ما بعد كورونا، لعلّه سيكون أجمل.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here