(حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم)
من مثل أحمد في البريّةِ مِن مُضرْ
كمحمّدٍ في الكون لم يره النظرْ؟
فمحمّدٌ بطلٌ وفارسُ بُهمةٍ
شَهْمٌ جرِئٌ في العِراك إذا اسْتعرْ
ومحمّدٌ سَمحٌ وغيثُ مَبرّةٍ
من جاءه يرجو نَداه فقد غمرْ
ومحمّدٌ داهٍ، أريبٌ، عاقلٌ
فطِنٌ، لبيبٌ، كيّسٌ، يقِظُ الفِكرْ
ومحمّدٌ بَرٌّ، أمينٌ، صادقٌ
شهِد الحصاةُ له بذلك والشّجرْ
ومحمّدٌ حنَّ الجمادُ لقربهِ
أُحدٌ تراقص، بل وتاقَ له حجرْ
ومحمّدٌ سجد البعيرُ أمامَه
والجِذع حنَّ إليه حين قدِ انْتبرْ
ومحمّدٌ بدعائه مُقلُ السما
ءِ اغرورقتْ وتشققتْ كبد القمرْ
ومحمّدٌ في الغار تحت عِدائه
نسْجُ العناكب قد حماهُ مِن الضّررْ
ومحمّدٌ حازَ المناقبَ كلّها
هو سيرة تصفو وتخلو من كدرْ
ومحمّدٌ واللهِ نورُ بهائهِ
وجمالهِ وكمالهِ بَهَرَ النّظرْ
فجِمامه ليلٌ، وجِيده فضّةٌ
وجبينه شمسٌ وصورته قمرْ
عِرنينه أَقنَى، وشَفره أَهدبٌ
عيناه دَعجاءُ ومظهره أَغرْ
شفتاه أوراق الورود ونُطقه
أَرْيٌ حَلِيٌّ، ثغره أَسنَى الدّررْ
ومحمّدٌ لا يستطيع مديحَه
شعرٌ ولا قلمٌ ولا صحف الزّبرْ
منّي السّلام على النبيّ محمّدٍ
ما القُمْر ناحتْ فوق أفنان الشّجرْ
منّي السّلام على النبيّ محمّدٍ
ما أشرقت شمسٌ وما نجمٌ ظهرْ
منّي السّلام على النبيّ محمّدٍ
ما ضاءَ في حلك الدُّجَى وجه القمرْ