سلال التوت ٠٠ !! (الشاعر رضا الهاشمي) __ ذ. السعيد عبد العاطي مبارك

0
201


سلال التوت ٠٠ !! 
الشاعر الأديب والمحلل الاقتصادي الإماراتي / رضا الهاشمي – ١٩٨٤ م :

أتوق لكم ونبض القلب يسعى
كما تسعى بمسعاها الحجيج

بيَ الأشواق صرخة بوق روح
إذا إنطلقت يموج بها الضجيج

شممت ورود وصلك في حياتي
بأنف الحب فانتشر الأريج ٠
———
نتوقف في هذه التغريدة مع شاعر من دولة الإمارات العربية، مقيم بأبي ظبي، له رؤية اقتصادية من خلال دراسته وله بحوث ودراسات حول التحليل لسوق المال، أضف إلى موهبته الشاعرة منذ نعومة أظفاره، حيث يمتلك مقومات فنية لماهية الشعر إيمانا منه بنشأته الأولية ” النشأة الغنائية “، فالروح تعانق الجمال والحس البياني الوجداني لنظم الكلمات التي تهز القلوب خيالا وتأملا مع موكب الحياة.
في إطار دلالات تنطق بالجرس الموسيقي، الذي يستحوذ على الحواس فيطرب لها لغة وصورة وإيقاعات متباينة، في تلقائية تكشف لنا عطر الأغنيات، التي تموج بالشوق والعشق والأحلام والليل في لوحة متفردة لمباهج الحياة هكذا ٠٠٠ !٠
ومن ثم نطالع معه موال العشق والشوق والحب والجمال، في أغنية للأمل متجددة لتطور حركة الإنسان المبدع والمتذوق ..
يقول شاعرنا الغنائي الخبير الاقتصادي رضا الهاشمي :
بَعُدْنَا فصار العِشْقُ فِي البُعْدِ قَاحِلًا
تَعَالَيْ لِيَغْدُو العِشْقُ بِالوَصْلِ كَالرَّوْضِ

سَأَحْضُنُكِ حُضْنَ المَجَرَّاتِ لِلْفَضَا
وَأَحْضُنُكِ حُضْنَ السَّمَاوَاتِ لِلْأَرْضِ

يَخُوضُ حُرُوبَ البُّعْدِ قَلْبِي وَلَمْ يَمُتْ
فَإِنْ مَاتَ فَلْيَشْهَدْ لِقَاكُمْ عَلَى الخَوْضِ

سَأَبْحَثُ عَنْكِ اليَوْمَ بِاللَّهْفِ قَالِباً
عَلَيْكِ دُنَا الهِجْرَانِ بِالطُّولِ وَالعَرْضِ ٠

* نشأته :
======
ولد الشاعر الأديب والمحلل الاقتصادي رضا الشامي الهاشمي عام ١٩٨٤ م بأبي ظبي، دولة الإمارات العربية الشقيقة.
ونشأ فيها وترعرع، وبعد مراحل تعليمه الأولية، حصل على بكالوريوس محاسبة – جامعة الإمارات العربية المتحدة.

يعمل محاسبا ومحللا اقتصاديا، له رؤية في مجال سوق المال موازيا مع ساحة الإبداع الفني الأدبي، ولا سيما معشوقه الشعر.
يكتب الشعر النبطي والفصيح، وله تجارب في الشعر الغنائي مسجلة.
كما يهتم بجانب الشعر الرومانسي بالتخصص الاقتصادي، من خلال فلسفته مع النظر إلى الحياة..
له ديوان شعر جزل متنوع الأغراض بعنوان: (سلال التوت).

وقد نشر بواكير قصائده في المجلات الإماراتية الشهيرة مثل : مجلة بيت الشعر الكائنة في عاصمة الإمارات أبوظبي، ومثل جريدة الفجر الإماراتية، ومجلات ونشرات خليجية أخرى.
وقد شارك بنشر معظم كتاباته وقصائده، في منتديات عديدة ضمن الشبكة العنكبوتية.
كما لديه أعمال فنيّة غنائية، وقصائد ملقاة، وقصائد حفلات أعراس، وغيرها من أصناف القصائد.
ومن ثم قد تعامل الشاعر مع كل المطربين الإماراتيين، على سبيل الذكر : عيضة المنهالي، وحسين الجسمي، وحمد العامري، والوسمي.
كما قامت بغناء كلماته فرقة المجموعة الإماراتية.
ولديه أعمال فنية وقصائد وطنية ٠٠ وقصيدة مسجلة ومعدّة فنيّا ً.

* مختارات من شعره :
==============
ومن ثم يصدح شاعرنا بحال البعد والجفا والأمنيات، بالعودة من خلال التساؤولات التي تفتح فلسفة العشق، حيث لغة الغناء والحب والخلود من أعباء الإجهاد اليومي فيقول :
أَيَا حَالُ الجَفَا مَا حَالُ حَالِي؟
وَمَا ضِيقُ الإِجَابَةِ فِي سُؤَالِي؟

هَلْ اشْتَاقَ الحَبِيبُ لِمَنْ هَوَاهُ
يُسَرِّحُ شَعْرَ أَفْكارِي وَبَالِي؟

أَمُوتُ بِهَا وَأَلْثُمُ كُلَّ أَرْضٍ
تَدُوسُ عَلَى ثَرَاهَا بِالنِّعَالِ

لَقَدْ فَعَلَتْ حَيَاتِي كُلَّ شَيْءٍ
لِكَيْ تَبْقِينَ يَا عُمُرِي حِيَالِي

فَقُولِي لِلْحَشَا مَنْ أَنْتِ؟ قُولِي
إِذَا جَالَتْ طُيُوفُكِ فِي خَيَالِي

فَيَاللهُ مِنْ قَمَرٍ مُنِيرٍ
تَخِرُّ لَهُ الكَوَاكِبَ فِي اللَّيَالِي

فَمَاذَا فِي جَمَالِ النَّجْمِ يَحْكِي
دُجَى عَيْنِي وَإِعْجَابِي مَقَالِي؟

أَيَا بَحْرَ العُيُونِ وَشَاطِئَيْهَا
جُفُونٌ سِحْرُهَا سِحْرُ الرِّمَالِ

فَفِي عَيْنَيْكِ أَغْرَقُ كُلَّ يَوْم ٍ
وَيَعْجِزُ نَاظِرَاكِ عَنِ انْتِشَالِي

وَأَهْدَابُ العُيُونِ كَمَوْجِ بَحْرٍ
عَلِيٍّ يَرْتَقِي ظَهْرَ الأَعَالِي

أَحُبُّكِ حُبَّ شَهْمٍ لَا يُبَالِي
إِذَا خَاضَ المَعَارِكَ بِالنِّزَالِ

فَيَا ظَبْيَ الضُّلُوعِ أَقِمْ بِتَلٍّ
عَلَى قَلْبِي وَدُرْ حَوْلَ الغَزَالِ

أَحَقٌّ سِحْرُكِ الأَخَّاذِ؟ كَلَّا
وَحَوْلَ جَمَالِكِ طَوْقُ المُحَالِ

وَهَلْ لَحْظُ العُيُونِ سُيُوفَ هِنْدٍ؟
وَهَلْ تُرْمَى اللَّوَاحِظَ كَالنِّبَالِ؟

وَأَجْمَلُ مِنْ جَمَالِكِ حُلْمُ قَاع ٍ
بِأَنْ يَعْلُو السَّحَائِبَ وَالجِبَالِ

يُنَادِيكِ البَهَاءُ بِكُلِّ وَقْتٍ
أَيَا ذَاتَ المَفَاتِنِ وَالجَمَالِ

فَلَا مِثْلٌ لِسِحْرِكِ لَا مَثِيلٌ
فَسِحْرُكِ وَحْدَهُ السِّحْرُ المِثَالِي

فَأَشْرَقَ نُورُ خَدِّكِ مِثْلَ شَمْسٍ
فَخُيِّلَ لِلْهَوَى وَقْتُ الزَّوَالِ

فَلَاحَ لِذِكْرَيَاتِ الحُبِّ ظِلٌّ
طَوِيلٌ لَيْسَ أَطْوَلَ مِنْ ظِلَالِي

فَإِنِّي صَاحِبُ الظِّلِّ الطَوِيلِ
وَأَنْتِ السَّنْدَرِيلَّا بِالدَّلَالِ

فَيَا أَحْلَى النِّسَا أَرْهَقْتِ قَلْباً
بَكَى كَبِدِي عَلَيْهِ مَعَ الطِّحَالِ

فَلَمْ أَرَ فِي جَمَالِكِ أَيَّ أُنْثًى
يُقَادُ لِسِحْرِهَا خَيْرُ الرِّجَالِ ٠
***
ويقول شاعرنا رضا الهاشمي في قصيدة أخرى مفعمة بالوجدان والتناغم الرومانسي الغنائي.. :
فَدَيْتُكِ نَفْساً لَيْسَ فِيْهَا مِنَ البُغْضِ
عَلَيْكِ فَغُضِّي الهَجْرَ يَا مُقْلَتِي غُضِّي

بَعُدْنَا فصار العِشْقُ فِي البُعْدِ قَاحِلًا
تَعَالَيْ لِيَغْدُو العِشْقُ بِالوَصْلِ كَالرَّوْضِ

أَنَا خَلْفَ قُضْبَانٍ مِنَ الحُزْنِ وَاقِفٌ
بِسِجْنِ مِنَ الآهَاتِ وَالصَّدِّ لَا يَمْضِي

أَيُرْضِيكِ حَالِيْ أَنْ أُعَذَّبَ فِي الهَوَى
وَهَلْ حَالَتِي فِي سِجْنِ هِجْرَانِكُمْ تُرْضِي؟

تَعَالَيْ نَعِيشَ الوَصْلَ فِي العُمْرِ مَرَّةً
إِذَا كَانَ عُمْرُ النَّاسِ لَوْ عَمَّرُوا مَقْضِ

أُعَاهِدُ مَحْبُوبَ الفُؤَادِ بِأَنْ نَرَى
كِلَانَا وَعَهْدِي سَارِيٌ دُونَمَا نَقْضِ

فَيَا نَاقَةَ الوَصْلِ البَعِيدَةِ أَقْبِلِي
فَشَوْقِي كَحَوْضٍ فَاشْرَبِي اليَوْمَ مِنْ حَوْضِي

مَحَضْتُ لَكِ الإِخْلَاصَ فِي الحُبِّ يَا تُرَى
أَيَذْهَبُ حُبّاً خَالِصَ الوِدِّ فِي مَحْضِي

سَأَحْضُنُكِ حُضْنَ المَجَرَّاتِ لِلْفَضَا
وَأَحْضُنُكِ حُضْنَ السَّمَاوَاتِ لِلْأَرْضِ

كَمْ اشْتَقْتُ أَلْقَى مِنْ شِفَاهِكِ قُبْلَةً
تُبَادِلُنِي مِنْ كَثُرَةِ الشَّوْقِ بِالعَضِّ

يَخُوضُ حُرُوبَ البُّعْدِ قَلْبِي وَلَمْ يَمُتْ
فَإِنْ مَاتَ فَلْيَشْهَدْ لِقَاكُمْ عَلَى الخَوْضِ

سَأَبْحَثُ عَنْكِ اليَوْمَ بِاللَّهْفِ قَالِباً
عَلَيْكِ دُنَا الهِجْرَانِ بِالطُّولِ وَ العَرْضِ ٠

***
ونختم له بالتساؤلات الفلسفية الجمالية، كما نتابع هذه القصيدة المطولة في تضاد المسار نحو القيم الجمالية متسائلا :
((طَبِيعِيٌّ جَمَالِي أَمْ صِنَاعِيْ؟
وَهَلْ دُنْيَاكَ أَمْتَعُ مِنْ مَتَاعِي؟))

سُؤَالَان ٍ طَرَحْتِهِمَا بِصَوْتٍ
يُدَاعِبُ أُذْنَ قَلْبِي وَاسْتِمَاعِي

فَأَمَّا عَنْ جَمَالِكِ..مَالِعَيْنِي
تَرَى فِي عَيْنِكِ الكَحْلَا ضَيَاعِي؟

وَمَا لِمَرَاكِبِ الأَحْشَا اسْتَقَرَّتْ
بِطَرْفٍ مُظْلِمٍ يَبْدُو كَقَاعِ؟

فَأَنَّى أَنْ يَكُونَ البَحْرُ شَيْءٌ
صِنَاعِيٌّ؟ وَ فِيهِ المَاءُ وَاع ٍ

وَأَمَّا عَنْ مَتَاعِي فِي وِصَال ٍ
سُرُورِيَ فَهْوَ حَتْماً مِنْ دَوَاعِي

نَعَمْ دُنْيَايَ مُمْتِعَةٌ وَلَكِنْ
مَتَاعُ وِصَالِكِ خَيْرُ المَتَاعِ

سَلَامُ الذَّاهِبِينَ إِلَى المَنَايَا
بِعَيْنِكِ دُونَ آَذَانِ الوَدَاعِ

سَلَامُ التَّائِهِينَ بِسَهْلِ صَدْرٍ
تَرَسَّخَ فِيهِ قَلْبِي كَالقِلَاعِ

قَتَلْتِ بِلَحْظِكِ قَلْبِي وَرُوحِي
فَوَيْلُ اللَّحْظِ مِنْ قَتْلٍ جَمَاعِي

فَمَا لِجَفَائِكِ المَجْنُونُ دَاعِي
وَمَا لِطَوِيلِ بُعْدِكِ أَيُّ دَاعِي

أَنَا فِي مَأْتَمِ الهِجْرَانِ عَيْنٌ
بَكَى مِنْ دَمْعِها سَبْعُونَ نَاعِي

وَشَوْقِي الطَّرْدُ وَالأَحْشَا بَرِيدٌ
وَهَذَا نَبْضُ قَلْبِي خَيْرُ سَاعِي

حَبَسْتُ الدَّمْعَ فِي سِجْنِ الحَنَايَا
وَلَمْ أُرِ لِلْأَنَامِ مَدَى الْتِيَاعِي

فَلَمَّا فَاضَ دَمْعِي مِنْ عُيُونِي
أَذَابَ بِلَوْعَتِي الحَرَّى قِنَاعِي

إِذَا كَانَ الفِرَاقُ ضِبَاعَ غَاب ٍ
فَإِنَّ الشَّوْقَ لِلُّقْيَا سِبَاعِي

وَلَوْ كَانَ الجَفَا وَعْرٌ فَشَوْقِي
كَمَا سَيَّارَةِ الدَّفْعِ الرُّبَاعِي

يُحِبُّكِ كُلَّ شَيْءٍ فِي وُجُودِي
فَهَلْ حُبُّ الوُجُودِ لَكِ اصْطِنَاعِي؟

فَقُولِي لِلْحَشَا (أَهْوَاكَ) حَتَّى
يَمُوتُ القَلْبُ مِنْ أَجْلِ السَّمَاعِ

أَنَا كَسَفِينَة ٍ لَمْ يَبْقَ مِنْهَا
عَلَى سَطْحِ الهَوَى إِلَّا شِرَاعِي

لِرَوْنَقِ نَجْمِ عِشْقِكِ فِي فُؤَادِي
سُطُوعٌ وَالبَهَا سَبَبُ الْتِمَاعِ

وَقَفْتُ بِحُسْنِكِ الصِّنْدِيدِ حَتَّى
قُتِلْتُ فَوَيْحَ حُسْنِكِ مِنْ شُجَاعِ

وَكَمْ مِنْ كَاهِنٍ فِي لَحْظِ عَيْن ٍ؟
وَكَمْ مِنْ سَاحِرٍ رَامَ انْخِدَاعِي؟

فَرُبَّ جَمِيلَةٍ يَنْقَادُ قَلْبِي
لَهَا وَتَسِيرُ رُوحِيْ بِانْصِيَاعِ

فَصَدْرُكِ تَلَّةٌ وَالخَصْرُ وَادٍ
هُنَا شَبِعُوا.. هُنَالِكَ كَالجِيَاعِ

أُصَارِعُ أَلْفَ شَيْطَان ٍ بِسِحْرٍ
وَلَا أَدْرِي مَتَى يَأْتِي انْصِرَاعِي؟

أُفَكِّرُ فِيكِ حَتَّى أَنَّ رَأْسِي
أَحَاطَ بِجَيْشِ فِكْرَتِهِ صُدَاعِي

سَرَى ظَعْنُ القَرِيضِ بِوَصْفِ خِلٍّ
وَحَادِيُ حَرْفَ أَشْعَارِي يَرَاعِي

إِلَى الحُسْنِ الطَّبِيعِيْ مِنْ عُيون ٍ
إِلَى خَصْرٍ إِلَى شَتَّى البِقَاعِ

فَإِنْ قَالَتْ جَمَالِي هَلْ طَبِيعِيْ؟
أَقُولُ لَهَا جَمَالُكِ لَا صِنَاعِي

سَأَهْوَاهَا مَدَى الأَعْوَامِ حَتَّى
أَمُوتُ وَنَلْْتَقِي بَعْدَ انْقِطَاعِ

بِجَنَّةِ رَبِّنَا وَنَطِيرُ فِيهَا
كَطَيْر ٍ لَا يَهَابُ مِنَ ارْتِفَاعِ

سَكَنْتِ بِمُهْجَتِي وَدِمَاغِ رَأْسِي
وَفِي رُوحِي وَمُخِّي وَالنُّخَاعِ

تَحَكَّمَ حُسْنَكِ بِشُعُورِ جِسْمِي
فَصَارَ جَمَالُكِ يَلْوِي ذِرَاعِي

فَلَوْ كُنْتِ الرَّدَى لَحَضَنْتُ مَوْتاً
أَرَىَ فِيهِ المَعِيشَةَ بِاقْتِنَاعِ

فَكَمْ مَانَعْتُ نَفْسِي عَنْ هَوَاهَا؟
وَحِينَ حَضَنْتُهَا خِنْتُ امْتِنَاعِي

سَأَنْزِعُ ثَوْبَ عِشْقِي فِي لِقَاء ٍ
لِكَيْ يَحْلُو الهَوَى بَعْدَ انْتِزَاعِ

فَكَمْ ثِقَلُ المَفَاتِنِ فِيكِ؟ حَتَّى
عَجِزْتُ أَكِيْلُهَا فَهَوَىَ صُوَاعِي ٠

هذه كانت إطلالة سريعة على شاعر الإمارات العربية رضا الهاشمي، صوت من أبي ظبي مفعم بالعشق والغناء، حيث كلماته تتناول الواقع برؤية جمالية تكشف لنا مدى تفاؤله في الحياة بكافة ظلالها الممتدة مع الأفق الرحب دائما.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here