عندما باح بالنور، جلب الكون معه __ ذ. محمد منير الزعبي

0
188

عندما باح بالنور، جلب الكون معه

ينسحب من جاهلية مجتمعه بكل عاداته وتقاليده ومكرساته، ليدخل الغار :
متأملا؛
متعبدا؛
موحدا؛
في ظلمة الغار يجد عزاء للظلمات الأخرى التي يغرق فيها المجتمع، وفي رطوبته يجد ما يخفف عنه جفافا، يطغى على عالم، في طبيعة علاقاته، وعادته، ومبادئه، ومعتقداته.
كانت السماء صامتة، وكان الغار يخفي في أعماقه سرا دفينا..
جاءت اللحظة :
اللحظة الذروة :
لحظة الولادة :
ولادة الكلمة :
ولادة اقرأ .
وبينما تنام شعوب على خيالات كلمة السر التي تفتح مغارات الكنوز، فإن كلمة سر الغار قيلت فيه لتفتح أبواب كنوز العلم والمعرفة والحضارة.

هو الغار.. من ظلمته انبعث نور، منه صدر نبأ عنه يتساءل إنكارا الناس، ناسين ميثاق ذرهم الذي هو في جيناتهم،
لذلك كان كتاب الله ذكرا وذكرى وتذكرة، كما كان نبأ وبيانا وبلاغا.
هو مكان إعداد نبي، نبي خاتم، أتى بخاتمة الرسالات
وهي جميعها رسالة واحدة : ( الله واليوم الآخر ).
غار لإعداد نبي، لا ليكون نبيا فقط وإنما لينبئ بنبأ كل الأنبياء.
فهو في خلقه (بإسكان اللام) وخلقه ( بضم اللام) : نبي
يمتلئ صدره، روعه، روحه، قلبه، فؤاده، حكمة أصلية أصيلة طيبة مباركة، هي الأرومة، وهي الجذر وهي الجذع والأغصان، و هي الفروع …. هي الشجرة كلها.
ويأتي الليل، ويطل السحر، ويبزغ الفجر، وتشرق الشمس،
وتهب الريح، ويلمع القبس، وتشتد حرارة النفس (بفتح الفاء) فيسمع صلصلة وجلجلة، إنه الجرس، ويسمع صرير القلم. ينزل جبريل.. الروح.. هذه أسرار.. لا تأتي أطوار،
وإنما تتنزل تنزيلا قولا ثقيلا، لا ينفصل ثقله عن فصله
فيستدعي أمرا بالقيام :
[ قم فأنذر…….قم الليل ]

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here