الشاعر حامد طاهر وقصيدة “كورونا” __ ذ. السعيد عبد العاطي مبارك

0
411

الشاعر الأستاذ الدكتور حامد طاهر وقصيدة “كورونا”  

” كورونا ..
أخبث ما ينفذ فى الصدر ،
ويعتصر الأنفاسْ
يتسلل فى أعضاء الجسد ،
ويشعل فيها النار ،
ويعصف بالاحساسْ
يُفضي بالإنسان إلى الموت ،
ولا يجدي فيه أي عقارْ
وأطباء اليوم حيارى ..
ماذا يفعل فن الطب
إذا كان الفيروس غبار ؟!
يتناثر في أجواء الأرض
ولا يستثني أحدا
يهجم كيف يشاء ، ويختار
وكأن الناس قطيع يترصدهم وحش جبار
ليس له أنياب أو أظفار ٠
——

  لقد أصيب مفكرنا وعالمنا الجليل وشاعرنا العظيم الأستاذ الدكتور حامد طاهر بفيروس ” كورونا ” الآن ” أثناء كتابة هذه السطور ٠
وبالأمس القريب قبل إصابته كتب هذه القصيدة التي تعد من عيون شعرنا العربي ذات الموضوع الجديد، و هي تذكرنا بقصيدة المتنبي ” الحمي “.
ويصف لنا داء ( كورونا ) من منظور الشعر، الذي يقدم لنا رسالة للفن و المجتمع معا.
حيث تم نشر هذا الخبر عنه :
“بقضاء الله وقدره أصيب الدكتور حامد طاهر بفيروس كورونا وتم على الفور نقله برعاية أ. د. محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة، إلى مستشفى القصر الفرنساوي حيث تجرى له معالجة مركزة بإشراف حكيم من مدير المستشفى، والعناية المباشرة من الدكتور أيمن الشاذلي وفريق التمريض النشط الذي عمل على مدى الأربع والعشرين ساعة، والشكر لكل من عاون وقدّم يد المساعدة.
ويرجو من جميع أصدقائه خالص الدعاء، والشفاء من الله تعالى ..”
ومن ثم حاولت أن أذكر قصيدة كورون، التي تكلم فيها عن هذا الوباء الخطير، فكان الجزاء إصابته من الفيروس اللعين.
فهو هكذا يمتلك روح المداعبة في تناوله لشتى القضايا، وقد كتبت عنه عدة مقالات من قبل، واليوم نقف بين قصيدة كورونا، و إصابته بكورونا ٠٠ !!
* نبذة عن سيرته :
===========
العالم الموسوعي والمفكر الإسلامي فضيلة العلامة الكبير الأستاذ الدكتور حامد طاهر ( حامد طاهر حسنين فؤاد ) يقيم بمدينة الجيزة.
جمع بين الأدب والفكر والشعر والفلسفة، والتأصيل مع التجديد.
نائب رئيس جامعة القاهرة الأسبق.

ولد الدكتور حامد طاهر حسنين فؤاد ، عام 1943 في حي الخليفة بالقاهرة. التحق بالمعهد الديني بالقاهرة وحصل منه على الثانوية العامة 1963، ثم حصل على ليسانس في اللغة العربية والدراسات الإسلامية بمرتبة الشرف من كلية دار العلوم ـ جامعة القاهرة 1967، وماجستير الفلسفة من الكلية نفسها 1973، ودكتوراه الدولة في الفلسفة بمرتبة الشرف الأولى من جامعة السوربون1981.

وقد تدرج د٠ حامد طاهر في وظائف التدريس بكلية دار العلوم ـ جامعة القاهرة بدءا من معيد وانتهاء بأستاذ، وقد تولى رئاسة قسم الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم منذ عام1991.
وتشرفت به جامعة القاهرة نائبا لرئيستها.

* دواوينه الشعرية:
============
– ديوان حامد طاهر 1985 م ؛
ـ قصائد عصرية 1989 م ؛
ـ ديوان النباحي (ديوان متخيل من الشعر العربي القديم) 1991م ؛
ـ عاشق القاهرة 1992م ؛

مؤلفات حامد طاهر :
=============
له العديد من المؤلفات في الفلسفة الإسلامية مثل:
– مدخل لدراسة الفلسفة الإسلامية ؛
ـ المدينة الفاضلة بين أفلاطون والفارابي ؛

*مع مأساة قصيدة ( كورونا ) :
===================
في البداية نعيش مع قصيدة ” كورونا ” وهي قصيدة جديدة للدكتور حامد طاهر، حيث تعد من عيون شعرنا المعاصر. ومن أهم القصائد التي كتبت عن ( كورونا )، تحتاج إلي دارسين يسلطون عليها الضوء لعمق وصدق فلسفتها تشخيصا، وهي تذكرنا بقصيدة ( الحمى ) لأبي الطيب المتنبي، إلا أن قصيدة المتنبي فردية، أما القصيدة الطاهرية عامة.
ومن ثم يصور فيها هذه الجائحة بكافة صورها وألوانها، من وحي الواقع، والصراع الملازم للفرد والمجتمع، بل في العالم شرقا وغربا، ومدى تكبد من معاناة لهذا الوباء الخطير، فصور لنا في لوحاته الشعرية لغة بنبرات الحزن نحو هذا الأفق المخيف ملوحا لنا بحجم الكارثة في تلقائية قائلا:
كورونا ..
أخبث ما ينفذ فى الصدر ،
ويعتصر الأنفاسْ
يتسلل فى أعضاء الجسد ،
ويشعل فيها النار ،
ويعصف بالاحساسْ
يُفضي بالإنسان إلى الموت ،
ولا يجدى فيه أي عقارْ
وأطباء اليوم حيارى ..
ماذا يفعل فن الطب
إذا كان الفيروس غبار ؟!
يتناثر فى أجواء الأرض
ولا يستثني أحدا
يهجم كيف يشاء ، ويختار
وكأن الناس قطيع يترصدهم وحش جبار
ليس له أنياب أو أظفار
**
وهنالك من يعلن أن خطاه من الأسرار
حسنا .. لكنّا ننشد كيف نقاومه ؟
أو نرفع ـــ حتى لا يفجأنا ـــ أى جدار ؟١
ومن الأغرب أنا نرقب من ينصحنا
فإذا الفيروس يهاجمه
فنغطّيه بأوراق جرائد
ثم نعود لننتظر الآتي من خلف الأسوار!
ــــــــــــــــــ
كورونا ..
فيروس قاتل
وسلاح سري فتّاكْ
يهجم من غير جيوش أو دبابات
يتجاوز كل صواريخ اليوم
ويعبث بالتحصينات
ويكاد يقهقه حين يرى الخبراء ،
وقد فقدوا النطق ،
وصاروا كالعجماوات !
**
كورونا
يأتي فى وقت
يتسلح فيه الأقوى بالذريات
ليقول بأن الإنسان ضعيف
مهما امتلك من القدرات !
ـــــــــــــــــــ
وفي النهاية أتمنى الشفاء العاجل لأستاذنا الكريم دكتور حامد طاهر من وباء كورونا. .
فقد قدمت عنه أكثر من دراسة سابقة، وتظل أعماله تزخر بالكثير دائما.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here