يومياتي مع كورونا في شيكاغو
شغب وكورونا..
2020/06/03
٣٥
ما أبشع السياسة، يقولون أنها فن إدارة المصالح، لم يكملوا العبارة؛ هي فن إدارة مصالح الكبار، ماذا تجني الشعوب من الساسة والسياسة غير القمع والدمار والموت؟!
الأمهات الثكالى أُثْقلت الغيمات العابرة بدموعهن، فأمطرتها حزنًا اخترق القلوب النابضة.
الطفل المشرّد يبكي، فتنساب دمعاته لتشعل غضبنا الذي لا يراوح أضلاع صدورنا، فنزداد غضبًا.
الألوان التي كرم الله بها الإنسان تجدل مشنقة، فتخنق أنفاسنا.
أحلام الشباب تتمدد حرائق، فتشعل نوافذ الأمل.
تثور الشعوب لتمتد ظلال آمالها وتخمد براكين خيباتها، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فلا ربيع أينعت أزهاره، ولا غضب أفرغ حسراته.
يتخبط العالم في دائرة مغلقة لا نهاية لها؛ ظلم، ثورة، ثم ظلم، فثورة، لن يتوقف الدوران، تعود ثورة الإفريقيين ثانية، فالظلم لم ينته بعد، والتمييز العنصري يلوح في الأفق.
ومن ضمن الثورة يتولد ظلم، قتل، سرقة، تخريب.
الغريب في الأمر أن كورونا توقفت مشدوهة تراقب العالم وقد أزاح انتباهه عنها.
ما زال الشّغب يخيم في أرجاء شيكاغو، والحرائق تلتهم أبواب المحلات التجاريّة، تتزايد أعداد الأرواح التي تزهق يوما بعد يوم، وما زالت المسيرات تملأ الشوارع، الناس يحتشدون بأعداد كبيرة ضاربين القوانين الصحية عرض الحائط، فلا ارتداء للكمامات ولا التزام بمسافات مناسبة.
هل ستعود كورونا بشراسة لتعيد الأنظار لها؟! هذا ما أكده بعض خبراء الصحة حيث يتوقعون ارتفاع أرقام الإصابات في شيكاغو الأسبوع القادم.
نتمنى أن يكون الغد أجمل..