يومياتي مع كورونا في شيكاغو “30” __ هناء عبيد

0
300

يومياتي مع كورونا في شيكاغو
الطاقات الإيجابية
2020/05/26
٣٠

   من الأخبار السعيدة، أن بعض البلدان العربية تخلصت من شبح كورونا، تعافت إلى حد مقبول وعادت فيها الحياة إلى طبيعتها مع بعض التحفظات، الوضع يختلف في أمريكا التي ما زالت تتصدر العالم في عدد الإصابات، وبالتالي فإننا في شيكاغو ما زلنا نعاني من الحظر الذي يخترق قوانينه معظم الناس.
  مع الحظر تقلصّت المساحات التي نتنقل فيها، وقل عدد الناس التي نقابلها، وكما نقول “الجنة من غير ناس ما بتنداس”، يظل ناسنا هم أصدقاؤنا الذين نتواصل معهم من خلال وسائل الاتصال.

   وبما أنني أواصل يومياتي مع كورونا في ظل هذا التضييق والانحسار في المساحة والناس، فكيف إذن ستكون هناك مواضيع تتحدث عنها يومياتي؟! الحقيقة أنه مهما تشابهت الأيام لا بد أن يكون هناك منفذ للاختلاف، يستطيع أن يصبح قاعدة للانطلاق ليتمخض عنه مولد موضوع يميز يومياتنا عن غيرها، كنت اتفقت مع أيقونة القدس الأستاذ إبراهيم جوهر على أن اليوميات مرهقة جدا خاصة أننا لا نبرح مكاننا في زمن الكورونا، فنحن أمام أربعة جدران ولا نقابل أناسا لتبادل التجارب معهم، لهذا غدت يومياتنا ما تتحدث به الصحف والأخبار وبعض صفحات الأصدقاء، إضافة إلى تجاربنا مع القراءة الأدبية.

   اليوم رغم انحساره المعتاد بين المساحة الضيقة، وشح من نتعامل معهم، إلا أنه غير لونه حينما تحدثت فيه مع صديقتي، ربما كان منتصف العمر مادة مشتركة بيننا، الحياة تغيرت، وحتى تستمر الحياة بمسيرها بنا، لا بد أن نتعكز علينا، وأن لا نعطي لتوقعاتنا أكبر من حجمها، زمن كورونا وما بعد كورونا قد يختلف، قد لا نجد عصا نتكئ عليها، علينا أن نصنع عالمنا الخاص، أن “نتنرجس” قليلًا بأسلوب يحيطنا بهالة من طمأنينة، فمن يدري ماذا تخبئ الأيام بعد كورونا، الوضع صعب على هذا الجيل، عليه أيضا أن “يتنرجس” إن صح التعبير.

   اليوم وفي ظل كورونا، صنعت “فيديو” لأبدأ فيه مشروعي الصغير؛ قناة تهتم بالأدب أتناول فيها بعض الأعمال الأدبية، إضافة إلى التعرض إلى بعض الأدباء من خلال مسيرتهم الأدبية؟! هل سأستمر؟! أظن للطاقات الإيجابية مساحتها في استمرارنا أو عدمها، هناك من يحبط وينزل بنا إلى قعر بئر اليأس، وهناك من يأخذ بيدنا ليلوح بها في سماء الإبداع والنجاح. ترى هل سيحالفني الحظ بتلك الأيدي الخضراء التي تنشر بذور الأمل وتنبت الورود حتى في رمال الصحراء؟! وهؤلاء هم من أبحث عنهم، وربما هم من يبحثون عني أيضًا..أم ستخذلني التوقعات؟!
إلى اللقاء لنزرع بتول الأمل وجذور الضوء.
غدا بكم يكون أجمل..

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here