أيُّ بدرٍ ؟!. __ الشاعر أحمد بن محمود الفرارجة

0
208

أيُّ بدرٍ ؟!.

يَصْدَحُ المُنشِدُ فينا … يَبتَغي منها انتِفاعْ

( طلَعَ البدرُ علينا … مِن ثنيَّاتِ الوَداعْ )

والمُغَنِّي يتثنَّى … كانَ ضَغْطِي في ارتِفاعْ

ما دَرَى المِسكينُ أنَّا … في احتِضارٍ وانتزاعْ؟!

طلَعَ الرُّوسُ علينا … مِن ثَنِيَّاتِ البِقاعْ (1)

وجَبَ الذَّبْحُ علينا … ما لنا في الأرضِ داعْ

فالصَّواريخُ هدايا … فوقَنا دُونَ انقِطاعْ

والزَّعاماتُ نِيامٌ … والحِمَى سَقطُ المَتاعْ

وزَّعوا أرضي وأهلي … بينَ أنيابِ الضِّباعْ

بدَّلوا الدِّينَ تماماً … حَكَّموا شَرْعَ السِّباعْ

أيُّ بَدْرٍ يا رِفاسي … جُلُّ ديني اليومَ ضاعْ ؟!

كلُّ قِرْدٍ صارَ مُفتِي … وهو صُعلوكٌ لُكاعْ

خَدَّرونا بالفتاوَى … أجَّجُوا فينا الصِّراعْ

كلُّ كلبٍ صارَ يَعوي … عَظِّموا رَبَّ الصُّواعْ

سَلَفِيٌّ باتَ يَهذي … فلتُطيعوا كلَّ راعْ

لو ” نِتِنْ ياهو” تولَّى … أمرَكُم، فهو المُطاعْ

أيُّ نَقْدٍ لرئيسٍ … فخُروجٌ وابتِداعْ

واسجُدوا للهِ لكِنْ … عَظِّموا أيضاً سُواعْ

وَيْ كأنَّ الشَّيخَ أضْحَى … مِن بقايا قَينُقاعْ؟!

والمَلالِي عُملاءٌ … عُمْرُهُم باللَّطمِ ضاعْ

يا شُيوخَ السَّوءِ مَهلاً … إنَّما الدُّنيا مَتاعْ

فإذا قَدَّسْتُموها … تاهَ في المَوجِ الشِّراعْ

وارتَقَى الظُّلَّامُ فيها … صارَ حادِينا الرِّعاعْ

للحَساسينِ سُجونٌ … في الكناري الذَّبْحُ شاعْ

والأفاعي آمِناتٌ … سالِماتٌ لا تُراعْ

يا رِفاسي أيُّ دِينٍ … بالأغاني سَيُشاعْ ؟!

يا رِفاسي هلْ نَشِيدٌ … يُرجِعُ الحقَّ المُضاعْ ؟!

يا رِفاسي في مَضايا … ماتَ أطفالي جِياعْ

وعِراقي اليومَ أمْسَى … مِزَقاً، راحَ ابتِلاعْ

وَيْ كأنَّ القُدْسَ كانت … مُلكَهُم، فالكلُّ باعْ؟!

يَرْزَحُ الأقصَى أسيراً … والأناشِيدُ تِباعْ !!

مُنذُ دَهرٍ والأغاني … حَرِّروا الأقصَى سِراعْ

وفِلِسطينُكَ تبكي … هل تَرَى عِرْضي مَشاعْ؟!

كلُّ طَيرِ الأرضِ حُرٌّ … وأنا وحدِي المُباع؟!

يا رِفاسي زِدْ نَشِيداً … كي تَرُدَّ الصًّاعَ صاعْ

يا رِفاسِي صُغْ نَشِيداً … مثلَ كَيَّاتِ الوَداعْ

لِرَضيعٍ صارَ ذِبحاً … بينَ طَيَّاتِ اللِّفاعْ

للمساكينِ الحَيارَى … كيفَ ناموا في الْتِياعْ

لوَلِيِّ الأمرِ تَشْدُو … يا لُكاعٌ … يا طُماعْ

يا شُيوخَ السَّوءِ تُبَّاً … هَمُّكُم لَحْسُ القِصاعْ

زَحَّفوكُم في رُكوعٍ … كي يَدُسُّونَ (البِتاعْ)

تحتَ نَعْلِي كلُ شَيخٍ … صَوتُهُ في الحَقِّ: ماااااعْ(2)

يا شُيوخَ السَّوءِ (طُزٌّ) … في لِحاكُمْ كلَّ ساعْ

أينَ أيَّامُ المُثَنَّى؟… ولتَعُدْ ذاتُ الرِّقاعْ .


1- سهل البقاع في لبنان الحبيب.

2- صوت الماعز.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here