يومياتي مع كورونا في شيكاغو
انشروا السعادة ما استطعتم إليها سبيلًا..
2020/05/15
٢٤
من النادر جدًّا أن نسمع صوت زوامير السّيارات في مدينة شيكاغو، حيث تفرض غرامات على استخدامها من باب أنها مصدر إزعاج، كما أن الزامور يعتبر بمثابة شتيمة للشخص المتسبب في استخدامه وكأنك تقول له: أنت أحمق لا تتقن السياقة.
في صباح اليوم حوالي الساعة العاشرة، كانت أصوات زوامير السيارات تعبئ الفضاء في حيّنا، الأمر الّذي أثار فضول العائلة وقطع نومها (الّذي يمتد إلى ما بعد الظّهيرة بسبب عطلة الجامعات والحجر ورمضان) السيارات كانت تسير تباعًا في الشارع المقابل لبيتنا، تتطاير من جوانبها البالونات الملونة المبهجة، راقبنا المشهد بابتهاج متسائلين عن السبب في هذا الموكب الغريب؛ رغم انقطاع وقت راحتنا إلا أننا شعرنا بسعادة ونحن نراقب السيارات الفرحة وهي تتزين بالألوان وتغني بزواميرها ألحان سعادة بعيدًا عن صوتها النشاز المعتاد، حينما انتهى العرض، توجهت إلى أخبار حيّنا في صفحته الخاصة على الفيس بوك، وجدت منشورًا مفاده أنه في الساعة العاشرة صباحا من يوم الغد أي اليوم ستنطلق سيارات موظفي وأساتذة ومعلمات مدرسة الحي لإلقاء التحية على طلابهم، وتم الإشارة إلى المسار الذي ستسلكه السيارات، الحق يقال، لقد طالت قلوبنا الفرحة رغم أننا لسنا من طلاب المدرسة، فكيف ببهجة الطلاب إذن؟! تخيلوا مدى سعادتهم حينما يرون معلماتهم وأساتذتهم وقد جاؤوا لتحيتهم بطقوس خاصّة ابتدعوها لتتناسب وأجواء كورونا، إنها فرحة بحجم السماء.
المسجد الإسلامي أيضًا يريد أن يبعث الفرح في قلوب المحتفلين بالعيد، حيث صرح بأن الاحتفال سيكون بزيارة مكان صلاة العيد بالسيارات المزينة بالبالونات الملونة وصوت الزمامير التي طلب منها أن تجوب الشوارع، توزيع الهدايا على الأطفال سيرافق هذا الاحتفال، سيلبس المتطوعون أزياء تدخل البهجة إلى قلوب الصغار.
خطوات مباركة إنسانية في زمن عصيب تقول أن الإنسانية ستبقى تظلل الأرض بجمالها مهما تكالبت الأوجاع والأحزان..
انشروا السعادة
تهادوا الورود
ازرعوا البسمة
اعزفوا الموسيقى
غنّوا القصائد
دعوا البشرية تتنفس الصعداء
سنفعل، مؤكد أننا سنفعل رغم بشاعة كورونا..
دمتم بفرح..