لا تكمن مشكلتنا في الوطن العربي في المذهب أو الفكر أو التيار أو العقائد بقدر ما هي “الجاهلية” التي تتلبس توارث الفكر دون تمحيص ملاءمته للواقع، و”الجهل” الذي نمارسه فوق صدر كل فكر نحاول التشبث به ليخلصنا من الفكر الذي أفشلناه في مرحلة سابقة. فالبندقية نفسها هزمها حاملوها أمام جهلهم في الجهة التي يوجهون إليها الفوهة، فكانوا مثل براقش التي جنت على نفسها، أو كمثل التي نقضت غزلها بعد جهد جهيد.
أمتنا في معظمها رعناء فكريا، سطحية عقائديا ومائعة في مبدئها، نحن بحاجة إلى درس في استيعاب التاريخ وغسيل دماغ في آلية إدراك واستدراك التغيير، نحن لا نعي مفهوم الوعي حتى فصّلنا الوعي بقدر ما نريد لهذا الوعي أن يكون هامشيا يلائم سطحية نرغب التعايش بها ومعها، فغدونا ليس أكثر من كرة تتقاذفها عقائدية الأمم.