يومياتي مع كورونا في شيكاغو
دور العبادة وكورونا
2020/05/23
٢٨
دور العبادة أغلقت أبوابها منذ أن اجتاحت كورونا العالم، لم أذهب في هذا الشهر الفضيل لصلاة التراويح كما تعودت كل عام، افتقدت تلك السكينة وأنا في قداسة بيت الله، أتضرع إليه أن يفك كروب أمتنا العربية وما أكثرها؛ تشريد، فقر، أمراض، حتى فريضة الحج قد لا تقام شعائرها هذا العام. هذه اللعينة كورونا قلبت العالم رأسًا على عقب، حتى شعائرنا الدينية تأثرت بها، لكن الحمد لله أن كل بقعة طاهرة على هذه الأرض تحتضن تضرعاتنا لرب الكون.
البعض تذمر على إغلاق دور العبادة، واعتبر الأمر مقصودًا، أو اشتم رائحة طبخة سياسية تعد من وراء الكواليس، لا لوم على أي تخمين، فلا أحد يدرك حقيقة ما يدور بين دهاليز وأزقة أذهان من ترأسوا البشرية وتسلطوا وظلموا.
ليس من السهل التخلي عن المساجد، خاصة لمن اعتاد زيارتها، حيث التعلق الروحي، ففي رحاب بيت الله طمأنينة تحفها ملائكة ونور، ومن اعتاد ذلك السلام، يضيع بين زحمة الأحداث التي تزداد فوضى وربكة، ولعل ذلك هو سبب تذمر البعض على إغلاق بيوت العبادة.
اليوم قرر الرئيس الأمريكي ترامب فتح دور العبادة من مساجد وكنائس وغيرها، وهدد بأنه سيقوم باستخدام سلطته فوق سلطة حكام الولايات إن لم يتم تنفيذ أمره. هل ترامب يحرص على الدين حقًّا أم هو مجرد عرض عضلات؟!
أعداد الإصابات في تزايد يومي، فماذا يعني أن تفتح المرافق ذات التجمعات الكبيرة؟! من المؤكد أن النتيجة ستكون زيادة انتقال الفيروس، وبالتالي احتشاد المستشفيات بمرضى اللعين كورونا.
عمدة شيكاغو لوري لايت فوت أشارت إلى قرب فتح أبواب الاقتصاد في نهاية شهر مايو، الناس لم تعد تحتمل الخسائر الاقتصادية؛ المفاضلة صعبة، فالإفلاس في كفة وكورونا في كفة ثانية، رجح الناس كفة كورونا على الإفلاس، ستفتح المطاعم ودور الحضانة والمساجد والكنائس والنوادي الرياضية، أعداد الإصابات اليومية في شيكاغو هي الأعلى عالميًّا رغم تواجد قانون الحجر، فكيف سيكون الحال مع فتح أبواب العمل إذن؟! الفيروس سيسرح ويمرح حينها، حاصدًا العديد من الأرواح.
الناس ملت كورونا وسيرة كورونا، لعل الله يحدث أمرًا..
غدًا سيكون أجمل.